في كتابه الجديد بعنوان “جدلية المقدس والحاكمية: الدين والسياسة في صناعة التاريخ”، يقدم الأستاذ مرزوق الحقوني تحليلاً عميقاً للعلاقة بين الدين والسياسة، حيث يستعرض الكتاب كيف يمكن أن يكون الدين عنصرًا مقدسًا يتأصل في الأخلاق وكيف يُستغل لتحقيق مصالح سياسية.
يشير الحقوني في كتابه إلى أن المقدس يمثل الوجود الذي يستمد قيمته من وراء الفزياء، أو ما يعرف بالميتافيزيقيا. يستعرض الكتاب كيف يؤثر هذا المقدس في توجيه الأخلاق والقيم، وكيف يمكن أن يكون له تأثير كبير على السلوك الإنساني وصناعة التاريخ.
يتناول الكتاب أيضاً مفهوم الحاكمية وكيف يمكن أن يتحول الدين إلى آلية تخدم الحكم باسم هذا المقدس. يسلط الضوء على كيفية استخدام السلطة الدينية لتحقيق أهداف سياسية، وكيف يتم تحويل الدين إلى أداة تستخدم لتشكيل مصائر الأمم.
باعتباره محاولة لفهم تاريخ الأمم، يقدم الكتاب نماذج تاريخية لمختلف الديانات، بدءًا من الطبيعية الوثنية إلى الديانات التوحيدية. يوضح الحقوني كيف تأثرت هذه الديانات بالسياسة وكيف تشكل هذا التفاعل مسارات تاريخية مختلفة.
ويثير الكتاب تساؤلات حول خطورة خصخصة الدين وتحويله إلى أداة سياسية، وكيف يمكن أن يؤثر هذا التحول في مسار تاريخ الأمم. يترك الكتاب للقارئ تفكيراً عميقاً في دور الدين والسياسة في صناعة التاريخ وتشكيل مستقبل الأمم.