تشهد الطريق الوطنية رقم 16، المعروفة بـ«الطريق الساحلية»، مشروعا ضخما لتقويتها وتحديثها، مما يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز الربط بين شرق المملكة وشمالها، ودعم الأقطاب الاقتصادية الجديدة في المنطقة.
ويهدف هذا المشروع، حسب أنس ويشو، المدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجستيك بالدريوش، إلى رفع مستوى الخدمة على هذا المحور الحيوي، الرابط بين منطقة أجدير وميناء الناظور غرب المتوسط، مرورًا بإقليم الدريوش، مشيرا في تصريح صحفي، أن المشروع، والمندرِج ضمن برنامج تنموي شامل، مموَّل من البنك الدولي.
وأكد المسؤول الإقليمي، أن هذا المشروع يحمل أهدافا استراتيجية تتجاوز مجرد تحديث طريق، موضحا أن الغاية تشمل تعزيز البنية التحتية الطرقية بالإقليم، وتحسين جودة وسلامة التنقل، خاصة لمواكبة الزيادة المرتقبة في حركة النقل مع بدء تشغيل ميناء الناظور غرب المتوسط.
وأضاف ويشو أن المشروع سيعزز الربط بين الميناء الجديد والطريق الوطنية، مما يدعم الحركية التجارية، ويعالج المنعرجات الخطرة لرفع مستوى السلامة، بالإضافة إلى تسهيل حركة تنقل الأفراد والبضائع، وهو ما سيؤدي إلى دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وجذب استثمارات جديدة للاستفادة من المؤهلات السياحية التي تزخر بها المنطقة.
ويعتبر هذا المشروع، حسب المتحدث نفسه، جزءً من رؤية استراتيجية للمغرب، تهدف إلى تقوية بنيته التحتية اللوجستية، وخلق مركز اقتصادي وصناعي متكامل حول ميناء الناظور غرب المتوسط، لتعزيز تنافسية المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأبرز المدير الإقليمي أن نسبة تقدم الأشغال في المشروع، الذي تناهز كلفته الإجمالية حوالي 300 مليون درهم، بلغت 70%، ومن المنتظر أن تنتهي في الأشهر القليلة المقبلة.
من جهته، قدم محمد أحساين، مسؤول مصلحة التجهيزات الأساسية بالمديرية الإقليمية بالدريوش، تفاصيل فنية حول المشروع، موضحا أنه ينقسم إلى أربعة مقاطع رئيسية لضمان التنفيذ الفعال.
وأشار أحساين، إلى أن المقطع الأول، والممتد من النقطة الكيلومترية 291+800 إلى 305+800، تم الانتهاء من أعمال تقوية الطريق بطبقتين من الإسفلت، وتدعيم الأكتاف بتربة معالجة، مضيفا أن المقطع الثاني، والممتد من 305+800 إلى 332+500، تتواصل الأشغال فيه لتكسية الطريق بطبقتين من الإسفلت وتدعيم الأكتاف، بالإضافة إلى معالجة 9 نقاط طرقية تتضمن تعديل المقطع العرضي وتغيير مسار الطريق لتحسين الانسيابية.
وأوضح المتحدث ذاته، أن المقطع الثالث، والممتد من 332+500 إلى 359+500، تستمر فيه أعمال التكسية والتقوية، مع معالجة 6 نقاط إضافية لتحسين المقطع الطولي، وتعديل المسار لتقليل المنعطفات الخطرة، وتوفير رؤية أوضح للسائقين، مشيرا إلى أن المقطع الرابع، والممتد من 359+500 إلى 379+500، أُنجزت أعمال تقوية الطريق فيه بطبقتين من الإسفلت المسلح، مع معالجة نقطة طرقية لتحسين جودة الخدمة.
وأكد أحساين أنه من شأن هذه التدخلات الهندسية الدقيقة أن ترفع من أداء الطريق الساحلية بشكل كبير، مما يضمن مستوى أعلى من الأمان والجودة لمستعملي الطريق، ويدعم التنمية المتكاملة في شمال شرق المملكة.