جمعية إسبانية تُحيي مئوية الإنزال العسكري بالحسيمة برحلة “ثقافية” مثيرة للجدل

admin12 أغسطس 2025Last Update :
جمعية إسبانية تُحيي مئوية الإنزال العسكري بالحسيمة برحلة “ثقافية” مثيرة للجدل

أعلنت جمعية “Grupo Xeruta”، وهي جمعية ثقافية غير ربحية مقرها سبتة وتُعنى بالترويج للتاريخ والثقافة الإسبانية في إفريقيا والمناطق التي تعتبرها مدريد ضمن “النفوذ السيادي”، عن تنظيم رحلة ثقافية إلى مدينة الحسيمة المغربية أيام 12 و13 و14 شتنبر المقبل، وذلك بمناسبة مرور 100 سنة على ما تسميه “الإنزال العسكري التاريخي بالحسيمة” سنة 1925، والذي شكل نقطة تحول في حرب الريف.

ووفق ما أوردته الجمعية، فإن هذه الرحلة تهدف إلى “استحضار أحد أبرز الأحداث العسكرية في شمال إفريقيا خلال القرن العشرين”، في إشارة إلى التدخل العسكري الإسباني-الفرنسي ضد المقاومة الريفية بقيادة المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي.

جمعية “Xeruta” معروفة بتنظيم أنشطة ثقافية ذات طابع تاريخي يركز على ما تعتبره “التراث الإسباني” في إفريقيا، خصوصا في المناطق التي كانت خاضعة للاحتلال الإسباني كسبتة ومليلية وأجزاء من شمال المغرب والصحراء المغربية. وقد نظمت في السنوات الماضية أكثر من 30 رحلة ميدانية إلى مناطق مختلفة من المغرب، ركزت خلالها على محطات استعمارية في تاريخ العلاقة بين البلدين.

وتقول الجمعية إن هذه الرحلة لن تقتصر على سكان سبتة، بل ستكون مفتوحة أمام باحثين وكتاب ومهتمين من مختلف أنحاء إسبانيا، مشيرة إلى أنها تهدف إلى تعزيز ما تسميه بـ”التعرف على التاريخ الإسباني في شمال إفريقيا”، كما تعتزم تنظيم زيارات ميدانية لأماكن مرتبطة بإنزال الحسيمة، مصحوبة بشروحات تاريخية “تحمل طابعاً ثقافياً وتذكارياً”.

الإعلان عن هذه الرحلة أثار تساؤلات في المغرب، خاصة أن الحدث الذي تسعى الجمعية إلى تخليده يتعلق بفترة استعمارية دامية في تاريخ المغرب، وتحديداً إحدى أكثر المحطات دموية في حرب الريف، حيث استخدمت القوات الإسبانية أسلحة محرمة دولياً، بما في ذلك الغازات السامة، في قمع المقاومة الشعبية بقيادة عبد الكريم الخطابي.

ويرى مراقبون أن هذه المبادرات الثقافية الإسبانية، رغم طابعها المدني، لا يمكن فصلها عن محاولات “تجميل صورة الاستعمار” وتسويق “رواية رسمية” للتاريخ تتجاهل معاناة السكان المحليين ومقاومتهم للهيمنة الأجنبية. كما اعتبر البعض أن هذه الرحلات قد تندرج ضمن مساعٍ غير مباشرة لتعزيز الارتباط الرمزي والسياسي لبعض الأوساط الإسبانية بمناطق مغربية ذات حساسية تاريخية، مثل الحسيمة وتطوان والناظور.

يُذكر أن ما يعرف بـ”إنزال الحسيمة” جرى في 8 شتنبر 1925 وكان عملية عسكرية مشتركة بين فرنسا وإسبانيا ضد المقاومة الريفية المسلحة. وقد أدى إلى هزيمة جيش عبد الكريم الخطابي وتراجع حدة المعارك، لكنه خلف آثاراً إنسانية وخيمة لا تزال موضع جدل إلى اليوم، خاصة بعد توثيق استخدام القوات الإسبانية للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News