نظمت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بالحسيمة، اليوم الخميس، لقاء تواصليا بمناسبة تخليد الذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وشكل هذا اللقاء، الذي يندرج ضمن احتفالات الذكرى العشرين للمبادرة التي تحمل شعار “20 سنة في خدمة التنمية البشرية”، مناسبة للوقوف على النتائج المشرفة لمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على المستوى الإقليمي، واستعراض المنجزات التي ساهمت بشكل كبير في تحسين الظروف الاجتماعية للمستفيدين.
وأكد عامل إقليم الحسيمة، حسن زيتوني، في كلمة بالمناسبة، أن تخليد مرور عشرين سنة من العمل في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يعد مناسبة لاستحضار هذا الورش الملكي الرائد، الذي تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإعطاء انطلاقته في 18 ماي 2005، مبرزا أن هذا الورش “شكل ومازال، نموذجا تنمويا فريدا من نوعه، يضع الإنسان في صلب السياسات العمومية”.
وأبرز السيد زيتوني أن المنجزات المحققة ضمن المراحل الثلاثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالحسيمة تشكل “مصدر فخر واعتزاز”، موضحا أن مشاريع المبادرة شملت البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية ومراكز استقبال الفئات الهشة، والأنشطة المدرة للدخل، والتمكين الاقتصادي للشباب والنساء، والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
وساهمت هذه المشاريع بشكل كبير في تحسن المؤشرات السوسيو-اقتصادية بالإقليم، موضحا أن العدد الإجمالي للمشاريع المنجزة بلغ 1190 مشروعا، بتكلفة ناهزت 1.2 مليار درهم.
من جانبه قدم رئيس قسم العمل الاجتماعي بإقليم الحسيمة، سمير الرفاعي، عرضا مفصلا حول حصيلة مشاريع المبادرة بالإقليم، مذكرا بأن المرحلة الأولى (2005-2010) مكنت من إنجاز 188 مشروعا، بمساهمة من المبادرة ناهزت 126 مليون درهم، فيما تم خلال المرحلة الثانية (2011-2018) إنجاز237 مشروعا، بغلاف مالي ناهز 617 مليون درهم.
في السياق نفسه، تابع بأن المرحلة الثالثة (2019-2025)، تميزت بإنجاز حوالي 756 مشروعا، بغلاف مالي ناهز 373 مليون درهم.
وأبرز أن هذه المشاريع ركزت على تحسين البنية التحتية الاجتماعية والتربوية والصحية، ودعم الأشخاص في وضعية هشاشة، ودعم التمدرس والادماج الاقتصادي للشباب، وإنعاش وتطوير الاقتصاد الاجتماعي، وتثمين الموارد والإمكانات في مختلف القطاعات.
وأشاد المتدخلون خلال اللقاء بالمنجزات المحققة ضمن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، باعتبارها مشروعا ملكيا استراتيجيا وورشا متكاملا، مجددين التأكيد على التزامهم بمواصلة العمل على تنزيل مشاريع المبادرة والمساهمة في الدينامية الترابية الإقليمية.
وقد تميز هذا اللقاء التواصلي، الذي حضره مسؤولون محليون ومنتخبون وفعاليات المجتمع المدني، بعرض فيلم مؤسساتي يبرز إنجازات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مدى 20 سنة بإقليم الحسيمة، وتقديم شهادات حية لعدد من المستفيدين.
في السياق ذاته، تم تنظيم معرض لعدد من حاملي المشاريع والتعاونيات والمقاولات الصغيرة والصغرى المستفيدة من تمويل ومواكبة المبادرة ضمن برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، والذي يعد من أهم برامج المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية.
ويشكل هذا المعرض فضاء مناسبا للتعريف بالمؤهلات التي يتوفر عليها إقليم الحسيمة، وفرصة لتثمين الطاقات الشابة والمقاولات الناشئة، لا سيما تلك التي تقودها النساء والشباب، والتي ساهمت بشكل ملموس في خلق فرص شغل وتحسين ظروف العيش، بتأطير من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
و م ع