تشهد مدينة الحسيمة هذه الأيام فوضى مرورية خانقة تتزامن مع توافد آلاف من الزوار وأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الذين اختاروا المدينة لقضاء عطلتهم الصيفية، غير أن حلم الاستجمام والراحة سرعان ما يتبخر وسط واقع مرير عنوانه الازدحام والفوضى.
فمنذ الساعات الأولى من صباح كل يوم، تتحول شوارع الحسيمة إلى طوابير طويلة من السيارات والعربات، بسبب أشغال الصيانة التي انطلقت في عز الموسم السياحي، الأمر الذي أثار استياءً واسعاً في صفوف الساكنة والزوار على حد سواء، الأمر نفسه ينطبق على ورش شق الطريق الجديدة المؤدية إلى جبل ‘موروبيخو’، حيث تستمر الأشغال حتى ساعات الفجر الأولى، وسط ضجيج آليات الحفر الثقيلة، ما يتسبب في إزعاج كبير للسكان وحرمانهم من النوم والراحة الليلية.
واعتبر عدد من المواطنين أن توقيت هذه الأشغال غير مناسب تماماً، خصوصاً وأن المدينة تستقبل في هذه الفترة أكبر عدد من الوافدين خلال السنة، ما يفاقم الضغط على البنية التحتية المحدودة أصلاً. وقال أحد سكان حي “موروبيخو” القريب من الورش: “لا نستطيع النوم ليلاً بسبب الضجيج، ولا نستطيع التنقل نهاراً بسبب الاختناق المروري… إنها معاناة مزدوجة”.
في المقابل، لم تصدر السلطات المحلية أو الجماعة الترابية توضيحاً رسمياً بخصوص أسباب برمجة هذه الأشغال في عز فصل الصيف، ما يطرح علامات استفهام حول مدى احترام معايير التخطيط الحضري والمصلحة العامة في تدبير المشاريع.
ويرى المتتبعين أن المدينة في حاجة إلى رؤية استراتيجية لتدبير موسم الصيف، تأخذ بعين الاعتبار الخصوصية السياحية والاجتماعية للحسيمة، بدل ارتجالية القرارات التي تؤدي إلى نتائج عكسية، وتسيء لصورة المدينة كوجهة مفضلة للراحة والاستجمام.
