مهن موسمية تنتعش بالحسيمة خلال فترة الصيف

admin21 يوليو 2023آخر تحديث :
مهن موسمية تنتعش بالحسيمة خلال فترة الصيف

يشكل فصل الصيف بالحسيمة، مناسبة لانتعاش مهن موسمية، وأنواع من الخدمات التي قد لا تجد إقبالا عليها في باقي فترات السنة. ويستغل العديد من شباب المدينة ومواطنون قادمون من مناطق مختلفة، هذه الفترة لكسب مداخيل، من شأنها تحسين وضعهم المادي ولو بشكل مؤقت. وتختلف المهن الموسمية التي يزاولها هؤلاء الشباب خلال فصل الصيف، باختلاف العوامل الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية والطبيعية المميزة لكل منطقة. كما تتداخل متغيرات كثيرة في تحديد نوع النشاط الممارس كالفئة العمرية وكذا رأس المال الذي يتم استثماره.

وتبدأ رحلة هذه الفئة العريضة من المواطنين، في الساعات الأولى من صباح كل يوم، حيث يتجهون نحو شواطئ المنطقة، وقاسمهم المشترك المدخول الإضافي الذي تدره الأنشطة غير المهيكلة. وتتنوع هذه الأنشطة الموسمية، التي يمارسها شباب، بين كراء المظلات “البراسولات “، والكراسي البلاستيكية، ومنهم حراس السيارات، وبائعو المشروبات والمثلجات ممن يحملون ثلاجاتهم وتستسلم أقدامهم للشمس الحارقة يقطعون الشواطئ جيئةً وذهابا، وهم يتعقبون الزبائن.

ويملك هؤلاء الشباب عشرات المبررات لممارسة هذه الأنشطة الاقتصادية غير المهيكلة، إذ ينتمي أغلبهم إلى الأحياء الهامشية بمدينة الحسيمة، بل منهم من قدم من مدن أخرى، ولايعرفون أي عمل آخر غير هذه الأعمال الموسمية التي ” يسترزقون ” بها، ويعيلون بها أسرا. وإلى جانب هؤلاء الشباب، نجد بائعي الحلوى وبائعي ألعاب الأطفال، حيث يتوزع العشرات من ممتهني حرفة البيع فوق رمال شواطئ الحسيمة، الذين يقترحون على المصطافين أشياء ومأكولات مختلفة، مثلما هو الشأن بالنسبة لأحد الأطفال الذي لم يتجاوز عمره الخامسة عشر ربيعا، لكنه لم يتمكن من مشاركة أقرانه الذين هم في مثل سنه لحظات الاستجمام والاستمتاع بأجواء البحر والصيف، والسبب حسب ما شرحه في حديث سريع، هو أنه “خدام على راسو ومحتاج يدبر الفلوس”.

ويستغل العديد من شباب المدينة فترة الصيف لوضع طاولات وواقيات شمسية وكراس، وفرض كرائها على المصطافين، وأكشاك لإعداد المشروبات والوجبات الغذائية الخفيفة التي تباع إلى المواطنين دون مراقبة. على طول شواطئ ” تلايوسف ” والسواني و” صفيحة ” وغيرها تنتصب أعداد من المظلات الواقية من أشعة الشمس، والكراسي معدة لكرائها مقابل 50 درهما، وهو سعر ينضاف إلى خدمات أخرى مرتبطة أساسا بتناول وجبة الغداء، التي يقدمها أصحاب هذه التجهيزات لزبنائهم، بعد أن يقوموا بإعدادها في محلات مشيدة من الخشب أو تحت مظلات شمسية. و بمجرد الوصول إلى هذه الشواطئ، يثير انتباه الزائر العدد الكبير من هذه الكراسي والطاولات والشمسيات، وكذا باعة المشروبات الغازية والمثلجات وغيرها من المواد الاستهلاكية التي يكثر عليها الإقبال في موسم الاصطياف، حيث يستفيد بائعوها من إضافة بعض الدراهم إلى ثمنها الأصلي لمناسبة ارتفاع النشاط السياحي خلال الصيف بالمنطقة.

ويجمع العديد من المواطنين على أنه في ظل الفراغ القانوني الذي يمر منه هذا القطاع، فتح الباب على مصراعيه على ” شرع اليد ” حيث استغلال فاحش لرمال الشواطئ، مايفرض على المجلس الجماعي للحسيمة التفكير في مشروع دفتر تحملات لاستغلال هذه الشواطئ، قصد إعادة هيكلتها وحمايتها من الاحتلال والفوضى، مقابل مبالغ مالية، تستفيد منها خزينة المدينة في نهاية الصيف.

جمال الفكيكي (الحسيمة)

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة