قالت مصادر مطلعة إن مصالح الدرك الملكي بإقليم الناظور داهمت، في الآونة الأخيرة، مخابئ بفيلات شيدت على الملك البحري وتحتوي على موانئ سرية، وتمكنت من العثور على 12 مهاجرا سريا.
وأوضحت المصادر نفسها أن الفيلات الواقعة بمنطقة “رأس الورك” ببني شيكر، والتي سبق لـ «الصباح» أن أشارت، في مقال لها، إلى أنها مملوكة لأحد النافذين المحليين، تحتوي على ميناء سري صغير يستخدم لانطلاق قوارب تهريب المخدرات، وهي الفيلات، التي لم تشملها عمليات الهدم، مثل مبان عشوائية أخرى تستغل الملك البحري بإقليم الناظور.
وحسب المصادر ذاتها، فإن مصالح الدرك الملكي داهمت مخابئ إحدى هذه الفيلات، وأوقفت12 شخصا، أغلبهم من المهاجرين غير القانونيين، في حين استمعت إلى قاصر وشخص آخر له علاقة بشبكة الاتجار في البشر، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أن زعيم الشبكة مازال بعيدا عن أعين رجال الدرك الملكي، رغم تورطه في قضايا التهريب الدولي للمخدرات والهجرة السرية.
وذكرت المصادر نفسها أن منطقة بني شيكر، التي اشتهرت بأنها مركز نشط لتهريب المخدرات، تستفيد من موقعها الجغرافي المطل على البحر المتوسط، ما يفسر تزايد وتيرة أنشطة المنظمات الإجرامية، خاصة بعد الضغط المتزايد الذي فرضته السلطات على السواحل الشمالية، ما دفعها إلى نقل نشاطها إلى مناطق أقل رقابة، مثل شواطئ بني شيكر، حيث تستغل الشبكات الفترات الليلية وهدوء البحر لنقل المخدرات أو المهاجرين، بواسطة زوارق سريعة ومجهزة بوسائل تقنية متطورة.
وأضافت المصادر ذاتها أن شبكات التهريب استغلت الموانئ السرية،ليس فقط لتهريب المخدرات، بل إن تسليط الضوء عليها، من قبل مقال “الصباح”، دفع إلى توقيف جميع الأنشطة مؤقتا، قبل أن تتخصص في تهجير عشرات الأشخاص، إذ تحتوي الفيلات نفسها على مخازن تحت أرضية تخصص لتخزين كميات الحشيش أو إيواء المهاجرين مؤقتا، بعيدا عن أعين السلطات، قبل تهجيرهم إلى أوربا.
وتعتمد هذه الشبكات على أساليب تمويه مبتكرة، مثل استخدام شاحنات لنقل المهاجرين، بالإضافة إلى زوارق مطاطية متطورة قادرة على عبور البحر المتوسط بسرعة كبيرة، ورغم المجهودات الأمنية المكثفة، مازالت المنطقة تشكل تحديا كبيرا، نظرا لطبيعتها الجغرافية الوعرة، وتعدد خلجانها الصغيرة التي تسهل التحركات السرية.
وكشفت المصادر نفسها أن إيقاف المهاجرين بمنطقة بني شيكر يسلط الضوء على تعقيد الأنشطة الإجرامية في المنطقة، ويؤكد أهمية تكثيف الجهود الأمنية والتنسيق بين مختلف المصالح لمواجهة التهريب، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى ارتفاع مكثف لأنشطة شبكات الهجرة السرية، التي تصل عائداتها المالية إلى الملايين يوميا، إذ يقدر سعر رحلة العبور لشخص واحد بنحو 12 مليونا.
وكالات