مارسيل خليفة من مهرجان “المينا” بلاهاي: الفن انتصار على الموت

admin1 أكتوبر 2025Last Update :
مارسيل خليفة من مهرجان “المينا” بلاهاي: الفن انتصار على الموت

شهدت مدينة لاهاي الهولندية، في الفترة ما بين 25 و28 شتنبر 2025، انعقاد الدورة السادسة من مهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA)، بمشاركة مخرجين وفنانين ونقاد من مختلف دول المنطقة. وقد تحولت المدينة خلال هذه الأيام إلى فضاء للسينما والذاكرة واللقاء بين الثقافات.

افتتحت فعاليات المهرجان بعرض فيلم ناجي العلي للمخرج قاسم عبد، الذي أعاد إلى الشاشة سيرة رسام الكاريكاتير الفلسطيني الشهيد، رمز الكرامة وضمير الذاكرة البصرية. وحضر حفل الافتتاح الفنان اللبناني مارسيل خليفة، ضيف شرف الدورة، حيث ألقى كلمة مؤثرة تساءل فيها عن جدوى الشعر والموسيقى وسط الخراب، قبل أن يجيب بأن كل فيلم وقصيدة ونغمة موسيقية تمثل شمسا جديدة تعيد للحياة معناها.

كما تم تكريم الإعلامي والخبير السينمائي انتشال التميمي، الرئيس الشرفي الدائم للمهرجان، الذي مُنح جائزة لاهاي للسينما تقديرا لمسيرته الطويلة. واحتفى به فنانون بعدة إبداعات فنية، من بينها لوحة كاريكاتيرية خاصة من توقيع علي المندلاوي، وأعمال سيراميكية مشتركة قدمها الفنانان قاسم الساعدي وبريجيت رويتر.

وفي السياق ذاته، احتضن المهرجان ندوة فكرية للناقد إبراهيم العريس حول موضوع “المنفى والذاكرة في السينما المعاصرة”، أكد فيها أن المنفى ليس غيابا بل زمنا إضافيا يعيد من خلاله المبدع تعريف الوطن.

وسجلت السينما الفلسطينية حضورا لافتا بمجموعة من الأفلام، من بينها إلى أرض مجهولة لمهدي فليفل، برتقالة من يافا لمحمد المغني، وغميضة لرامي عباس. وقد عكست هذه الأعمال قضايا المنفى والهوية والبحث عن الأمل من خلال لغة بصرية مبدعة.

وفي ختام المهرجان، أعلنت لجنة التحكيم عن الفائزين بجوائز الدورة، حيث عادت الجائزة الكبرى لأفضل فيلم طويل إلى أناشيد آدم للمخرج العراقي عدي رشيد، بينما نال فيلم هوبال لعبد العزيز الشلاحي من السعودية جائزة لجنة التحكيم. ومنحت جائزة أفضل أداء جماعي لطاقم فيلم إلى أرض مجهولة، فيما حصد فيلم برتقالة من يافا جائزة أفضل فيلم قصير، أما جائزة لجنة التحكيم للأفلام القصيرة فكانت من نصيب آخر واحد للبناني كريم الرحباني.

وأكد رئيس المهرجان مصطفى بربوش في كلمته الختامية أن المهرجان ليس مشروعا استثماريا بل مشروعا للذاكرة، يسعى إلى إعادة بناء الحلم بإمكانات محلية، لأن الفن هو ما يبقى حين ينسحب كل شيء آخر. وهكذا اختتمت الدورة السادسة من مهرجان لاهاي للسينما وسط تفاعل واسع، بعدما جعلت من الشاشة جسرا للذاكرة والأمل بين شعوب المنطقة.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News