أثار منشور متداول على مواقع التواصل الاجتماعي غضبًا واسعًا في أوساط الجالية المغربية المقيمة بالخارج، بسبب ما وصفه صاحبه بـ”الابتزاز الممنهج” الذي تمارسه شركات الطيران العاملة على خط أوروبا – الحسيمة، وذلك على خلفية الارتفاع الصاروخي في أسعار التذاكر خلال موسم الصيف.
المنشور الذي نشره المواطن **محمد أجطار** عبر صفحته بموقع “فيسبوك”، أكد أن شقيقته رفقة زوجها وأطفالهما دفعوا ما يفوق 50 ألف درهم لشركة طيران من أجل حجز تذاكر نحو مطار الشريف الادريسي بالحسيمة، واصفًا الأمر بـ”العار” و”الجريمة البشعة” في حق المغاربة المقيمين بالخارج، الذين يواجهون صعوبات جمّة في العودة إلى وطنهم بسبب كلفة السفر المرتفعة.
وليست هذه الشهادة الفردية سوى واحدة من عشرات التدوينات المشابهة التي غزت منصات التواصل خلال الأيام الماضية، إذ عبّر العديد من أفراد الجالية، خصوصًا من أبناء منطقة الريف، عن استيائهم من الأسعار “غير المعقولة” التي تعرضها شركات الطيران، والتي تتجاوز أحيانًا أسعار السفر إلى وجهات آسيوية أو أمريكية بعيدة.
ويقول أحد أفراد الجالية في تصريح لجريدة لموقع “أخبار الريف” الالكتروني “كنا نظن أن مبادرات وشعارات الحكومة لتسهيل عودة الجالية المغربية لقضاء عطلها الصيفية بمسقط راسها لها أساس، لكن الواقع يثبت العكس، على اثر وصول تذاكر الحسيمة إلى أرقام خيالية، والشركات تستغل الندرة والطلب الموسمي للربح على حساب المواطنين.
ويرجع عدد من المتابعين هذا الغلاء إلى ضعف الربط الجوي مع مطار الحسيمة، إذ لا تتجاوز الرحلات نحو المدينة عددًا محدودًا من الرحلات الأسبوعية، معظمها تؤمنه شركات موسمية بأسطول محدود، ما يفتح الباب أمام المضاربة وغياب أي منافسة حقيقية تؤدي إلى توازن الأسعار.
كما أن غياب الربط المباشر من مدن أوروبية عديدة نحو مطار الحسيمة يزيد من معاناة المسافرين، حيث يضطرون إلى اعتماد رحلات متفرقة، أو تغيير وجهاتهم نحو مطارات مجاورة كالناظور أو فاس، ما يرفع من الكلفة والمدة الزمنية للرحلة.
في ظل هذا الوضع، تتعالى الأصوات المطالبة بتدخل حكومي عاجل لضبط الأسعار، وتوسيع شبكة الربط الجوي مع الحسيمة.