أطلق، أخيرا، الفنان عزالدين الحسيمة، فيديو كليب يحمل عنوان “الرازق”، وهو موروث شعبي يقام في ليلة حناء العريس بمنطقة الريف.
وتم تصوير هذا العمل الجديد للفنان عزالدين، بطريقة احترافية، الهدف منه المساهمة في التعريف بهذه الأنشودة التي مازال يرددها أصدقاء وعائلة العريس يوم زفافه.
ويفضل الفنان عزالدين “إزران” نمطا موسيقيا يبدع فيه، ويعصرنه باستعمال آلات موسيقية متنوعة وحديثة أعطت لصوته العذب قوة استقطاب واسعة مكنته من حصد أرقام هامة من المشاهدات على قناته في موقع “يوتوب”.
ويؤكد عزالدين الحسيمة، أن الفن بالنسبة إليه هوس يعيشه وإحساس يتلمسه بشكل دائم، ما جعله يصنع رفقة أبناء الدوار الذي ترعرع فيه آلة “القيثار” باستعمال علب القصدير، ويوظفه في أداء وترديد أغان تراثية تندرج ضمن صنف “إزران”، وذلك إلى غاية مرحلته الثانوية التي شكلت تغيرا في حياته الفنية.
ويرفض عزالدين توظيف الموهبة التي صقلها بنفسه، في أداء وتسجيل الأغاني الموسمية والأصناف الموسيقية الأخرى الدخيلة، بل كان كل تركيزه يصب في تطوير صنف “إزران”، للمكانة الهامة التي يحظى بها هذا النوع الثقافي في الهوية التاريخية لمنطقة الريف.
ويقول “إن إزران ونظرا للرسائل الكثيرة لهذا النمط الشعري الذي يعتمد قافية موحدة ولازمة “رالا بويا”، كانت وستظل سمة ثقافية للمجتمع الريفي تتغنى بإيقاعات متعددة ، وهذا دافع يجعله عاشقا لهذا النوع، ومتحمسا لتطويره وعصرنته مع الحفاظ على مضمونه وكلماته التي تناقش مختلف المواضيع بطريقة تمنح الجمهور القدرة على الاستيعاب والتحمس للبحث عن المزيد”.
وشدد، على أن حماية التراث وجعل ألوانه الفنية المرتبطة تحظى بمتابعة واسعة محليا ووطنيا ودوليا، يفرضان في الوقت الراهن التطوير والعصرنة، وهو ما يقوم به عزالدين الحسيمة، مبرزا “غناء إزران باستعمال آلات متطورة يجعلها أكثر انسجاما ويفسح المجال للتعريف بالثقافة الريفية، والموسيقى على وجه خاص، حيث إن استعمال الطرق الحديثة في العزف يستقطب الجمهور من خارج المنطقة، وهذا يساهم في التعريف أكثر بالأغنية الريفية الأصيلة، وهو ما حدث مع أغنيته -رحني – الحناء- التي وصل عدد الأشخاص الذين شاهدوها إلى أزيد من مليون و 200 ألف”.
وأضاف “حاليا أواجه إكراهات عدة، تتمثل أساسا في غياب الدعم والتشجيع، وهذا ما يجعل جميع إنتاجاتي ذاتية التمويل، مع بعض المداخيل الضئيلة التي أحققها من “اليوتوب” وحقوق الملكية الفردية”.
وختم “قناعتي وارتفاع القاعدة الجماهيرية، عاملان يحفزان على الاستمرار ويشجعان على المواصلة”.