أثار ظهور الدكتور محمد بودرا، الرئيس الأسبق لجماعة الحسيمة ورئيس جهة تازة الحسيمة تاونات وبرلماني عن دائرة الحسيمة، في افتتاح أشغال المناظرة الثانية حول الجهوية المتقدمة بمدينة طنجة، اهتمام المتتبعين للشأن السياسي. فقد كان هذا الظهور، الذي جمعه بوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، حدثاً لافتاً بعد غياب دام أربع سنوات عن المشهد السياسي، ما دفع العديد من المراقبين إلى طرح تساؤلات حول مغزى هذا الحضور وما إذا كان مؤشراً على عودة وشيكة لبودرا إلى الساحة السياسية.
فمنذ الانتخابات التشريعية والجماعية لعام 2021، لم يظهر الدكتور محمد بودرا، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، في أي منصب سياسي أو نشاط حزبي بارز، وقد أظهر خلال هذه الفترة تحفظاً واضحاً تجاه تقلد أي مهام سياسية، على الرغم من سجله الحافل في إدارة الشأن المحلي والإقليمي، و يعد من أبرز الأسماء السياسية في المنطقة، شغل عدة مناصب قيادية ساهمت في تشكيل المشهد التنموي والسياسي بإقليم الحسيمة.
حضور بودرا للمناظرة الثانية حول الجهوية المتقدمة تحمل عدة رسائل سياسية، فمن جهة، يعكس أهمية الحدث الذي يُعقد في سياق النقاش الوطني حول تفعيل ورش الجهوية المتقدمة كمحور أساسي في تحقيق التنمية المتوازنة. ومن جهة أخرى، يفتح الباب أمام التكهنات حول إمكانية عودته إلى المشهد السياسي، خاصة وأن اللقاء جمعه بشخصية مركزية كوزير الداخلية.
تبادل التحية بين بودرا و لفتيت أمام عدسات الكاميرات لم تكن مجرد تفصيل عابر، بل جاءت لتؤكد أن علاقاته مع الفاعلين المركزيين ما زالت قائمة، وهذا قد يُفسَّر كإشارة إلى إمكانية استعداده للعودة، سواء عبر منصب رسمي أو من خلال أدوار سياسية جديدة داخل حزبه، فتجربته الطويلة ومكانته بين النخب المحلية تجعله رقماً صعباً في المعادلة السياسية.
وبالرغم من أن بودرا لم يبدِ حتى الآن أي رغبة واضحة في العودة إلى تقلد المناصب السياسية، إلا أن ظهوره في هذا التوقيت ومع شخصيات سياسية بارزة قد يكون تمهيداً لتحرك جديد لإعادة تموضعه في المشهد السياسي.