في قلب منطقة “تازوراخت ن تسوانت”، حيث تمتزج روحانية المكان بعبق التاريخ، عاش رجل اشتهر بتقواه وورعه، إنه الولي الصالح “سيدي عيسى”، أحد المستقرين الأوائل في المنطقة. كان مثالًا للزهد والإخلاص لله، مشهودًا له بحسن الخلق وقربه من الله تعالى، حتى صار رمزا دينيا تحيطه هالة من الاحترام والتقدير.
لم يكن تكريم الساكنة له مجرد ذكرى عابرة، بل كان اعترافًا بمكانته الرفيعة، فخصصوا له منزلا خاصًا داخل المسجد، ليظل مزارًا ورمزًا دينيًا خالدًا في وجدان المنطقة. لكن المؤسف أن ما كان رمزًا للاعتراف والاحترام، تحول إلى مشهد من الاستفزاز والعبث، بعدما تعرض ضريحه لتخريب غير مبرر أثناء أعمال ترميم المسجد.
في واقعة غير مسبوقة، لم تقتصر التجاوزات على إزالة مكانه، بل تعدتها إلى نبش عظامه، في انتهاك صارخ لحرمة الأموات ومكانة الأولياء الصالحين، مما خلف استياءً عميقًا في نفوس الساكنة، وأحفاد حفيدات هذا الولي الصالح. وفي محاولة للحفاظ على ما تبقى، قام أحد أحفاده بوضع ألواح من الألمنيوم لحماية رفات جده من أرجل المصلين، إلى أن يتم إعادة الاعتبار لهذا المكان وترميمه بما يليق بمكانته الدينية والتاريخية.
إن ما حدث مع الولي الصالح “سيدي عيسى” لا يمس شخصه فقط، بل يمس الذاكرة الدينية والرمزية للمنطقة بأكملها. فهل ستتحرك الجهات المسؤولة لإنصاف هذا الولي الصالح ورد الاعتبار لمقامه، أم ستبقى هذه الحادثة وصمة في سجل انتهاك حرمة الأولياء والمقامات الدينية؟.
تقرير إخباري