عادت الزوارق السريعة المعروفة بـ “الفونطوم” إلى سواحل شمال المملكة، وتنقل يوميا عشرات الشباب، نحو شواطئ إسبانيا وتعود أدراجها، دون أن تتمكن سلطات البلدين من إيقافها بالنظر إلى سرعتها.
وتنطلق هذه الزوارق الصغيرة والمعدلة التي تضاف إليها محركات، بسرعة جنونية، فتعجز زوارق البحرية عن اللحاق بها، أو مجاراتها في الحركات البهلوانية التي تقوم بها، لما لها من أخطار على حياة من هم على متنها.
وانتشرت مقاطع عملية تهجير في واضحة النهار في الأيام الأخيرة، مثل انتشار النار في الهشيم، بسبب “مشهد درامي”، وثقه أحد الشباب الذي كان يقف بأحد الشواطئ المغربية، وأصبح حديث وسائل التواصل الاجتماعي. ويتعلق الأمر بمجموعة من الشباب كانوا في انتظار “الفونطوم” فوق صخرة في الشاطئ، وبمجرد وصوله ارتموا في البحر وسبحوا في اتجاهه، وسارع من كانوا على متنه إلى انتشال الشباب من الماء، في وقت يقترب فيه قارب البحرية، غير أن شابا يرتدي قميصا أحمر، واجه صعوبة في الصعود، لضعف مهاراته في السباحة، غير أن أفراد طاقم القارب لم يتخل عنه وسحبوه في آخر لحظة، رغم اقتراب قارب السلطات.
وانطلق القارب السريع بسرعة جنونية، بينما الركاب منهمكون في إصعاد الشاب على متن القارب، قبل أن يبتعد في رمشة عين، في مشهد أشبه ما يكون بأفلام الإثارة والتشويق.
وانهالت التعليقات على المقطع المصور، وتمت مشاركته على نطاق واسع، وأبدى الآلاف تعاطفهم مع الشباب، ومع طاقم القارب، واستحسنوا عدم تركه الشاب وراءه، رغم الخطر المحدق به. ووثق من كانوا على متن الرحلة عملية الوصول إلى إسبانيا، ونزول المهاجرين من القارب والسباحة نحو الشاطئ، في واضحة النهار، دون أن يتعرضوا لمضايقة من قبل البحرية الإسبانية.
وانطلقت من سواحل الريف أيضا مجموعة من الرحلات، ووصلت شواطئ ألميريا، في رحلات نوعية تختلف عن عمليات الهجرة التقليدية، التي يكون فيها عدد الركاب كبيرا والزوارق مهترئة، في حين أن العمليات الأخيرة الموثقة يكون عدد المهاجرين قليلا، والزوارق سريعة وحديثة.
ولم يعد الأمر مقتصرا على الزوارق فقط، بل هناك من يقطع إلى الضفة الأخرى باستعمال “جيت سكي”، إذ استعملها ثلاثة شباب من الحسيمة، غير أنهم تاهوا قبل أيام في عرض البحر بسبب بعد المسافة، قبل أن تنقذهم البحرية الإسبانية، الأمر نفسه بالنسبة إلى شاب اكتراها من الشاطئ واستعملها في الوصول إلى سبتة.
“الفونطوم” يعود إلى سواحل الشمال
