بمناسبة شهر التراث، نظمت جمعية أنيري للتواصل الثقافي، عشية يوم الأحد 11 ماي 2025، ندوة علمية بالحسيمة، تحت عنوان: “إبقوين: التراث الثقافي ورهان التنمية – السياحة نموذجاً”. وقد أطر هذا اللقاء الثقافي العلمي ثلة من الأساتذة والباحثين المتخصصين في قضايا التراث والتنمية.
افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية وتقديمية ألقاها الدكتور منعم العزوزي، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، حيث رحّب بالحضور وقدم إحاطة شاملة بموضوع الندوة ومحاورها، مبرزاً أهمية التراث الثقافي كرافعة للتنمية المستدامة، خاصة في المناطق ذات الغنى التاريخي والثقافي كمنطقة إبقوين.
أولى المداخلات كانت للدكتورة الزهرة الخمليشي، أستاذة علم الاجتماع والباحثة في دراسات النوع والتراث، التي تناولت موضوع “صناعة الفخار بمنطقة الريف والمقاومة الجندرية الناعمة”. وقد سلطت الضوء على تقنيات صناعة الفخار التقليدي بمنطقة تغزة، واستعرضت أدواره الاجتماعية والثقافية، وعلاقته بالدينامية الجندرية المحلية، معتبرة إياه تجلياً لمقاومة ثقافية ناعمة تُمارسها النساء.
تلتها مداخلة الدكتورة صباح علاش، باحثة بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، تحت عنوان “التراث المعماري بمجال بقوية: أثر التاريخ ورهانات التنمية السياحية”. وقد قدمت قراءة معمقة في المآثر التاريخية والمعمارية بقبيلة إبقوين، منوهة بأهمية هذا التراث في تثبيت الهوية وجذب الاستثمار السياحي.
أما الدكتورة سميرة بوكزير، الأستاذة بالمعهد الإسباني بالحسيمة، فقد ركزت في مداخلتها على “الاحتفالات الشعبية التقليدية ورهان التنمية: قبيلة إبقوين نموذجاً”. وقدمت من خلالها عرضاً غنياً عن المظاهر الاحتفالية والعادات المرتبطة بها بمداشر المنطقة، مع تحليل علاقتها بالنسيج المجتمعي والسياحي المحلي.
واختُتمت سلسلة المداخلات بعرض للأستاذ عبد المنعم وهبي، رئيس جمعية الريف للتنمية والسياحة القروية، تناول فيه “التراث ودوره في تنمية السياحة المستدامة – المنتزه الوطني بالحسيمة نموذجاً”. وأبرز وهبي في كلمته المؤهلات التراثية والطبيعية التي تزخر بها المنطقة، ودورها في تحقيق تنمية محلية تراعي البيئة والهويات الثقافية.
وقد عرف اللقاء تفاعلاً كبيراً من طرف الحضور الذي أثرى النقاش بتدخلات وتوصيات هادفة، تمحورت حول ضرورة تثمين التراث الثقافي بمنطقة إبقوين والريف عامة، والعمل على إدماجه ضمن السياسات التنموية المحلية والوطنية.