ما تزال تجاوزت دول البلقان مستمرة في حق المهاجرين المغاربة، الذين يسلكون طريق تركيا مرورا على هذه الدول للوصول إلى أوربا الغربية، إذ يتم الاعتداء عليهم بوحشية، وهناك كثيرون فقدوا حياتهم بسبب الضرب المبرح، والاعتقال التعسفي الذي يتعرضون له.
وقبل أيام تفجرت فضيحة لشرطة الحدود في صربيا، التي تسببت في قطع رجلي شاب مغربي في عقده الثاني، يتحدر من إقليم الدريوش، ويدعى شهيد بنعيسى، والذي ما يزال يرقد في أحد مستشفيات “بيروت” في صربيا.
وأطلق الضحية نداء عاجلا، يطالب فيه بالتدخل لمساعدته، في تركيب أطراف صناعية، من أجل المشي مجددا، بعدما حرم من أطرافه الطبيعية، بسبب اعتداء شرطة الحدود الصربية.
وقال الشاب في مقطع مصور، إنه كان رفقة مجموعة من الشباب المغاربة في طريقهم نحو دول أوربا الغربية، مرور بغابات اليونان وبلغاريا وصربيا، وصولا إلى إيطاليا، غير أن رحلة الضحية توقفت في صربيا، إذ بعدما قطع الحدود التركية اليونانية، وبعد حدود اليونان مع بلغاريا، سيتم القبض عليه بمجرد الدخول إلى صربيا، وسيتم الاعتداء عليه بطريقة وحشية سببت له كسورا وتعفنات في الرجلين واليدين.
ويقول الشاب إن أفراد الشرطة نزعوا ملابسهم وأحذيتهم وكل ما يملكون من مال وهواتف، واعتدوا عليهم بطريقة وحشية، وجمعوهم في سيارة للشرطة وألقوا بهم في الحدود مع بلغاريا، وطلبوا منهم قطع الوادي، الذي يفصل بين الدولتين.
وكشف الشاب ذاته، إنه كان فاقدا للقدرة على الحركة بسبب تلك الكسور، وأنه مكث بالحدود ستة أيام، وكان رفقة أحد أصدقائه، قبل أن يتركه وحيدا، وبعد يومين تمكن من إثارة انتباه إحدى السيارات وأخبر صاحبها أنه غير قادر على الحركة، وأن حالته الصحية متدهورة ويحتاج إلى علاج.
ونقل الشاب إلى أحد المستشفيات الصغيرة، ولم يتم علاجه فيها، قبل أن يتم نقله إلى مستشفى آخر، وعندها أخبره الأطباء بأن رجليه يجب بترهما بسبب تعفنهما، وأنه فات الأوان لعلاجهما، وهو ما قبله الشاب على مضض، علما أن الأطباء أخبروه أن الأعراض ستنتقل إلى باقي الجسم، ويمكن أن تسبب له الوفاة.
الصباح: عصام الناصيري