ألغى العديد من المواطنين ممن يتحدرون من مختلف المدن والأقاليم المغربية، الزيارات التي كانوا يعتزمون القيام بها إلى الحسيمة لقضاء جزء من عطلتهم الصيفية. وقال أحد سماسرة الشقق المفروشة بالحسيمة ل” الصباح “، إن المئات من زبنائه طلبوا منه إلغاء تلك الحجوزات، التي أكدوا عليها في وقت سابق، لاستئجار شقق بالمدينة، بداعي غلاء الأسعار بالمنطقة، والتهاب أثمان الخدمات، منها الإيواء السياحي، معبرين له عن عدم قدرتهم على قضاء عطلتهم بالمنطقة في ظل الوضعية الراهنة. وبالرغم من ذلك، فقد اختار آخرون ممن قدموا من المدن الداخلية للمملكة، كفاس وتازة ووجدة ومكناس، شواطئ الحسيمة لقضاء عطلتهم الصيفية، خاصة في ظل موجة الحر التي تجتاح المناطق الداخلية خلال فصل الصيف.
وتجذب الحسيمة خلال السنوات الأخيرة عددا كبيرا من المصطافين، يعد بالآلاف، ماشكل تطورا حقيقيا، وهوما جعلها تجذب إليها مزيدا من المغاربة حتى من المدن التي تتوفر على شواطئ كتطوان وطنجة والرباط. ويلجأ معظم زوار الحسيمة، من هؤلاء السياح، إلى الدور المعدة للكراء، ويتسابق هؤلاء قبل حلول فترة الصيف على حجز هذه المنازل من مالكيها، والمحظوظون وحدهم من يتمكنون من العثور على شقق قريبة من الشواطئ، فيما تتجه نسبة ضئيلة من السياح الوطنيين، إلى الفنادق المصنفة في فئة 3 أو4 نجوم. وتتراوح أسعار كراء الشقق المفروشة بالحسيمة بين 300 درهم و1000 بالنسبة إلى الإقامات التي تصنف بأنها فاخرة، وكذا حسب مساحة الشقة وموقعها، وما تتوفر عليه من أثاث وتجهيزات جديدة.
ويفضل السياح المغاربة هذا النوع من الخدمات، بسبب عدم قدرتهم على تحمل التكاليف المرتفعة التي تتطلبها الإقامة في الفنادق، خاصة أن العائلات المغربية في الغالب مكونة من عدد كبير من الأفراد. وارتفعت أسعار كراء الشقق والفنادق أخيرا، كما ارتفعت أسعار المأكولات في بعض المطاعم، والخضر والفواكه، كما لم تسلم المطاعم والمقاهي وأكشاك الأكلات الخفيفة من لهيب الأسعار. وتحرص المطاعم الموجودة وسط الحسيمة أو بكورنيش “صباديا ” أو ميناء المدينة، على أن تقدم لزوارها مختلف الأكلات، سيما أطباق السمك بمختلف أنواعه وأشكاله، والدجاج وشوايات السردين. ويتراوح ثمن طبق السمك بين 200 درهم و600، حسب عدد الأفراد، أما ” شواية ” السردين المرفوقة بـ “البيصرة ” أو” لاصوص ” فيبلغ ثمنها 30 درهما وذلك راجع إلى غلاء هذه المادة. ويختلف ثمن ” طاكوس ” و”بانيني ” و” البيتزا ” بنوعيها المصنوعة من الكفتة أوفواكه البحر حسب المطعم وموقعه. ووصل ثمن الأخيرة بأحد المطاعم 110 دراهم، في الوقت الذي لا يتجاوز ثمن “طاكوس” بكورنيش صباديا 50 درهما. وتشهد محلات إعداد ” السندويتشات” بالحسيمة، إقبالا منقطع النظير من قبل زوارها، حيث لا يتجاوز ثمن الواحد منها، المكون من ” التون ” و” الكاشير ” أو البيض والبصل والطماطم و”لفريت “ّ والخس والجزر، 15 درهما. ورفعت بعض المقاهي من تسعيرة المشروبات، فيما حافظت أخرى على الأثمنة المعتادة التي تبدو رغم ذلك مبالغا فيها. وتتراوح وجبة الفطور بين 22 درهما و90، حسب موقع المقهى وفضائها الداخلي. وبات السؤال المؤرق برأي العديد من المهتمين والمتتبعين، هو هل وفرت السلطات والمؤسسات المعنية بنية تحتية تليق بالمدينة؟ وهل وضعية الأخيرة التي تشكل ورشا مفتوحا يكاد لا ينتهي، ستغري من زاروا الحسيمة، بتجديد اللقاء بها ومعانقة فضاءاتها ومآثرها السياحية وشواطئها التي تغري حقا بالسباحة؟.
جمال الفكيكي (الحسيمة)