يستعد الدكتور محمد الأعرج، الوزير الأسبق والقيادي البارز في حزب الحركة الشعبية، للعودة إلى ساحة التنافس الانتخابي خلال الاستحقاقات التشريعية المقبلة المقرر اجراؤها في 2026، وذلك استجابة لنداءات ساكنة الدائرة الغربية لإقليم الحسيمة، التي تطالب بترشيحه من جديد لتمثيلها تحت قبة البرلمان.
ويُعتبر الأستاذ الجامعي محمد لأعرج، أحد أبرز الأسماء السياسية في الإقليم، إذ يحظى بقاعدة انتخابية واسعة راكمها خلال سنوات من العمل السياسي والتشريعي، إلى جانب حضوره القوي في دوائر القرار ومساهماته في الدفاع عن قضايا المنطقة، سواء على مستوى البرلمان أو من خلال مسؤولياته الحكومية السابقة.
وكان الأعرج قد فقد مقعده البرلماني في الانتخابات الجزئية بدائرة الحسيمة التي أجريت في 21 يوليوز 2022، نتيجة ما وُصف حينها بتدخلات غير نزيهة شابت عمليات فرز الأصوات، خصوصًا في جهة بني ورياغل، حيث أفادت مصادر متطابقة أن ثلاثة أحزاب منافسة نسّقت فيما بينها من أجل تعزيز نتائجها عبر تدخلات مشبوهة، تمثلت في تضخيم نسب التصويت لفائدتها.
وتشير ذات المصادر إلى أن رؤساء عدد من مكاتب التصويت وبعض الملاحظين المحسوبين على تلك الأحزاب ساهموا في رفع النتائج بشكل أثار الكثير من الجدل، خصوصًا في ظل غياب رد فعل حازم من السلطات المشرفة على العملية الانتخابية، وصلت بعضها الى المشاجرة بين الملاحظين داخل مكاتب التصويت قبل أن تتدخل السلطات لإحتوائها.
عودة محمد الأعرج المرتقبة إلى المشهد السياسي بالحسيمة تأتي في سياق يتميز بتغييرات محتملة على مستوى التوازنات الحزبية بالإقليم، وسط ترقب واسع للكيفية التي ستُدار بها الانتخابات المقبلة ومدى توفر ضمانات النزاهة والشفافية، حيث تسعى الدولة في المرحلة الراهنة إلى تعزيز مصداقية الاستحقاقات الانتخابية المقبلة من خلال اتخاذ إجراءات تهدف إلى ضمان حياد الإدارة، وذلك لإعادة الثقة في المسار الديمقراطي، خاصة في المناطق التي شهدت توترات أو طعون في نتائج سابقة، كما هو الحال في إقليم الحسيمة.
ويرى مراقبون أن ترشيح الأعرج من جديد من شأنه إعادة خلط الأوراق، خاصة إذا ما تم تدارك الاختلالات التي شابت الاستحقاقات السابقة، مؤكدين أن الحسم في نتائج الدائرة الغربية سيكون حاسمًا في تحديد ملامح الخريطة السياسية بالإقليم، لا سيما في ظل التراجع الملحوظ في القاعدة الانتخابية لعدد من الأحزاب التي كانت تحظى بوزن كبير في هذه المنطقة، وهو ما قد يُعيد ترتيب موازين القوى ويمنح الأعرج فرصة مواتية لاستعادة موقعه السياسي.