شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان يوم الإثنين 30 يونيو 2025 على الساعة التاسعة صباحا، مناقشة رسالة ماستر تحت عنوان “وقع الدينامية الطبيعية والتدخل البشري على خط الساحل بخليج الحسيمة (من واد النكور إلى رأس سيدي عابد) تقدمت بها الطالبة إيمان الصابري، وعقب مداولة اللجنة المؤلفة من ثلة من الأساتذة في مجال الجغرافيا: الأستاذ مصطفى احمامو مشرفا والأستاذ نورالدين الحايك رئيسا والأستاذ ياسين الحسناوي مناقشا.
وخلال العرض الذي ألقته الطالبة أمام لجنة المناقشة، استعرضت أهمية البحث وراهنيته بالنسبة للمنطقة والتي تحدق بها معظلة بيئية خطيرة تتجلى في تآكل خط الساحل، الشيء الذي يهدد توازن المنظومة الساحلية بهذا المجال. حيث توصلت الباحثة إلى أن خط الساحل بهذا الجزء من خليج الحسيمة يتعرض لتآكل سريع مما يهدد بفقدان هذه الشواطئ، كما يهدد من جهة أخرى المشاريع السياحية التي استقرت عند هذه الشواطئ الشيء الذي يطرح سؤال استدامة هذه المشاريع ومصير النشاط السياحي في ظل تنامي هذه الظاهرة الخطيرة.
كما استعرضت الرسالة أهم الأسباب والعوامل التي ساهمت في تراجع شواطئ كل من جماعات الحسيمة وأجدير وآيت يوسف وعلي، والتي حددتها في عوامل طبيعية ارتبطت أساسا بتراجع صبيب الأودية المرتبط بتراجع التساقطات، إلى جانب عوامل الدينامية البحرية، كما سلطت الضوء على أبرز العوامل البشرية التي كان لها دور رئيس في التآكل الذي يعرفه خط الساحل بخليج الحسيمة، من قبيل التعمير المتنامي الذي يتجه نحو الشريط الساحلي وكذا النشاط السياحي الذي اتخذ من المجال المحاذي للشواطئ مستقرا له، كما اعتبرت الباحثة أن إنشاء سد محمد بن عبد الكريم الخطابي على ضفاف واد النكور ونهب رمال الشواطئ كان لهما وقعا كبيرا على اختلال توازن الساحل بهذا الجزء من خليج الحسيمة.
ومن جانب آخر، فإن الرسالة تضمنت جملة من الانعكاسات والتداعيات التي تفرزها ظاهرة تآكل الساحل بالمجال المدروس، ومنها الآثار البيئية كتملح الفرشة المائية وآثار اقتصادية تتجلى في فقدان الأراضي وارتفاع الكلفة المادية لذلك والتي قدرت ب 2 مليار درهم.
وفي الختام، رفعت الباحثة جملة من التوصيات والمقترحات التي من شأنها أن تخفف من حدة التراجع الذي يصيب الجزء الغربي لخليج الحسيمة.
تآكل خط الساحل بخليج الحسيمة في قلب رسالة جامعية بتطوان
