كشفت إحصائية حديثة صادرة عن المرصد الدائم للهجرة في إسبانيا أنّ واحداً من كل خمسة أجانب مقيمين في البلاد يحمل تصريح إقامة على أساس “الاندماج الاجتماعي” (Arraigo)، وهو مسار قانوني استثنائي يُمنح عادةً للأشخاص الذين دخلوا إسبانيا بطرق غير نظامية أو فقدوا وضعهم القانوني ثم تمكنوا من تسوية أوضاعهم لاحقاً.
وبحسب المعطيات، بلغ عدد الحاصلين على هذا النوع من الإقامة 352,089 شخصاً، ما يعكس دور هذه الآلية في إدماج المهاجرين غير النظاميين ضمن النسيج الاجتماعي والاقتصادي الإسباني.
ضمن هذه الفئة، يبرز المغاربة كإحدى أكبر الجاليات المستفيدة من مسار الاندماج، بحكم تاريخ الهجرة الطويل بين البلدين وقرب المسافة الجغرافية، إلى جانب وجود شبكات عائلية واجتماعية واسعة تسهّل شروط “الاستقرار الجذري” الذي يشترطه القانون الإسباني للحصول على الإقامة.
وتشير بيانات الهجرة الإسبانية السابقة إلى أنّ المغاربة يشكّلون تقليدياً النسبة الأعلى من مجموع المقيمين الأجانب الحاصلين على تصاريح إقامة طويلة الأمد، وهو ما يُرجَّح أن ينعكس أيضاً في حصتهم من تصاريح الاندماج.
تُمنح هذه الإقامة الاستثنائية عادةً بعد إثبات إقامة فعلية في إسبانيا لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات متواصلة، إلى جانب إثبات روابط عائلية أو تقديم عقد عمل يضمن الاندماج في سوق الشغل الإسباني. وتتيح لحاملها تسوية وضعه القانوني وفتح الباب أمام تجديدات لاحقة أو الحصول على إقامة دائمة.