كشفت وسائل الإعلام الإسبانية عن تنفيذ البحرية الإسبانية مهمة مراقبة حساسة في شمال إفريقيا، وذلك عبر سفينة الدورية “إيسلا دي ليون” التي تمركزت قرب صخرة الحسيمة، في خطوة تؤكد تصميم مدريد على تعزيز سيادتها في المنطقة، في مواجهة التحركات المغربية الرامية إلى ضم واسترجاع بعض الجيوب الإسبانية المحتلة.
وأضافت نفس المصادر أن هذه المهمة البحرية الإسبانية تأتي في ظل تزايد الضغوط المغربية على الجيوب الإسبانية في شمال أفريقيا، والتي تعتبرها الرباط جزءًا من أراضيها الوطنية وتسعى إلى إدماجها ضمن مخططها الإقليمي. وفي مواجهة هذا التحدي، كثفت القوات المسلحة الإسبانية عمليات المراقبة والدوريات العسكرية بهدف تأكيد سيادتها وردع أي محاولات تغيير للوضع القائم، حسب تعبير المصدر.
وتشكل صخرة الحسيمة، إلى جانب جزر “الشفاريناس” وصخرة “فيليز دي لا غوميرا”، جزءًا من بقايا الوجود الإستعماري الإسباني في شمال أفريقيا. وتقع هذه الصخرة على بعد 700 متر فقط من الساحل المغربي، وقرابة 84 كيلومترا من مدينة مليلية الخاضعة للسيطرة الإسبانية. موقعها الجغرافي يمنحها أهمية استراتيجية بالغة، خصوصًا في التحكم بالممرات البحرية الغربية للبحر الأبيض المتوسط.
من الناحية التاريخية، حافظت إسبانيا على سيادتها على صخرة الحسيمة منذ القرن السادس عشر، إذ لعبت دورًا محوريًا خلال حملة إنزال الحسيمة عام 1925، عندما وفرت دعماً مدفعيًا ثقيلًا للقوات الإسبانية والفرنسية أثناء قمع المقاومة الريفية بقيادة محمد ابن عبد الكريم الخطابي.
