سيطرت الجنسيات المغربية والفنزويلية والكولومبية على قائمة أكثر الجنسيات حصولا على الجنسية الإسبانية عن طريق الإقامة عام 2023، حيث حصل ما مجموعه 45,799 مغربيا، و36,409 فنزويليا، و20,380 كولومبيا على الجنسية الإسبانية، مما يمثل رقما قياسيا جديدا بلغ 243,481 متقدما، ما يؤكد رغبة المهاجرين المتزايدة من هذه البلدان في الاندماج داخل المجتمع الإسباني.
وأكدت صحيفة “لاراثون” أن عملية منح الجنسية الإسبانية شهدت تحولا جذريا بفضل تطبيق نظام جديد يعتمد على التشغيل الآلي للعمليات الروبوتية، إذ قلص هذا النظام بشكل كبير المدة الزمنية التي ينتظرها المتقدمون للحصول على قرار، حيث انتقلوا من سنوات انتظار إلى أشهر قليلة فقط.
وحسب ما نقلته الجريدة عن وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية “إيفي” فإن أعداد منح الجنسية الإسبانية سجلت تقلبات ملحوظة منذ عام 2013، حيث بلغت ذروتها في ذلك العام بـ 261,295 منحة، وعلى الرغم من ذلك، شهدت السنوات التالية، مثل 2019 و2021، ارتفاعات أخرى، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى مبادرات مؤقتة أطلقتها وزارة العدل لتعزيز منح الجنسية، وذلك من خلال زيادة الكوادر العاملة المعنية بمعالجة الطلبات.
وكشفت استير بيريز، المديرة العامة للأمن القانوني والإيمان العام، في مقابلة مع وكالة “إيفي”، أن التشغيل الآلي هو المفتاح لتسريع عملية منح الجنسية الإسبانية، مضيفة أن وزارة العدل، تحت إشراف فيليكس بولانيوس، نجحت في تطبيق نظام أتمتة فعال ساهم بشكل كبير في تسهيل الإجراءات.
وأكدت المتحدثة أن طلبات الحصول على الجنسية الإسبانية تخضع لفحص دقيق يشمل التحقق من استيفاء المتقدمين لشروط محددة، مثل مدة الإقامة المطلوبة، ونتائج اختبارات اللغة والاندماج، والسجل الجنائي، وذلك من خلال أنظمة ذكية.
وأشار المصدر ذاته، أن هذه التكنولوجيا سمحت بزيادة وتيرة إصدار القرارات، خاصة وأن “الروبوت لا يتعب”، ناهيك عن كونه أكثر دقة وصرامة ما يساهم في تجنب الأخطاء البشرية التي كانت تحدث سابقاً، مثل كتابة اسم شخص بشكل خاطئ عند التحقق من بياناته، كما يحد من حدوث عمليات الاحتيال.
وأظهرت بيانات وزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة أن المغرب، وفنزويلا، وكولومبيا كانت الدول الأكثر تمثيلًا بين الجنسيات التي حصلت على الجنسية الإسبانية في عام 2023، حيث شكلت النساء في الفئة العمرية بين 35 و49 عامًا النسبة الأكبر من هذه الجنسيات.
ومن بين 130,128 شخصا حصلوا على الجنسية الإسبانية عن طريق الإقامة، كانت الغالبية العظمى من أصول أمريكية لاتينية، أندورية، فلبينية، غينيا استوائية، برتغالية أو سفاردية، الذين استوفوا شرط الإقامة لمدة سنتين على الأقل.
ويرى المحامي فيسنتي مارين، المتخصص في شؤون الهجرة منذ أكثر من 25 عاماً، أن هناك تحسناً ملحوظاً في سرعة البت في طلبات الحصول على الجنسية الإسبانية، حيث انخفضت المدة اللازمة لإتمام هذا الإجراء بشكل كبير، مما أدى إلى تقليل عدد الطعون المقدمة.
وأظهرت أحدث إحصاءات لوزارة العدل عن وجود 203,674 ملفا قيد الانتظار للحصول على الجنسية الإسبانية حتى نهاية يونيو 2024، على الرغم من هذا الرقم الكبير، إلا أن هناك تحسناً ملحوظاً في سرعة البت في الطلبات مقارنة بالسنوات السابقة.
وفي هذا الإطار تشير المحامية شاكيرا بالاسيوس من مكتب الاستشارات Emigrando إلى أن العديد من عملائها يحصلون الآن على الجنسية خلال شهرين فقط، بعد أن كانت المدة تصل إلى عامين ونصف.
ويعزو الخبراء هذا التحسن إلى جهود الحكومة في تسريع الإجراءات وتدريب الموظفين الجدد بشكل أفضل، بعد أن كانت الأخطاء الإدارية والتدريب غير الكافي سبباً رئيسياً في التأخير السابق.
وأصبح الحصول على الجنسية الإسبانية مشروطاً بنجاح المتقدم في اختبارين؛ الأول في اللغة الإسبانية، والثاني في المعارف الدستورية والاجتماعية والثقافية في إسبانيا (CSSE)، وحل هذا الاختبار محل المقابلة الشخصية مع القاضي التي كانت سائدة سابقاً، وذلك بهدف تقييم مستوى اندماج المتقدم في المجتمع الإسباني بشكل أكثر موضوعية، ويتم إدارة اختبار CSSE من قبل معهد سرفانتس منذ عام 2015.
وشهد اختبار CSSE، الذي يهدف إلى تقييم مدى اندماج الأجانب في المجتمع الإسباني، إقبالا واسعا حيث تجاوز عدد المتقدمين للمليون شخص منذ إنشائه، ويتضمن الاختبار 25 سؤالا اختيار من متعدد حول مختلف جوانب الحياة في إسبانيا، ويحقق فيه المتقدمون نسبة نجاح تتراوح بين 95% و96%، وتشمل أسئلة الاختبار مواضيع مثل الجغرافيا والتاريخ والثقافة، مع التركيز على فهم الأساسيات الدستورية والقانونية.
وكالات