تعيش جماعة إمزورن بإقليم الحسيمة تطورات سياسية مثيرة بعد عزل رئيس المجلس السابق ونائبه الأول، حيث دخل كبار سماسرة الانتخابات على خط إعادة انتخاب رئيس جديد للجماعة، وذلك في سياق مساعي بعض الأشخاص للحفاظ وتأمين مصالحهم الشخصية والنفوذ داخل المجلس، من خلال تقديم دعم لأحد المرشحين للوصول الى كرسي الرئاسة.
ويتردد في الصالونات السياسية أن هؤلاء السماسرة يضغطون بشكل مباشر وغير مباشر على الأعضاء، سواء بتقديم الوعود او عبر توجيههم بهدف ضمان انتخاب رئيس المجلس الذي يخدم مصالحهم الشخصية ويقضي أغراضهم المشبوهة.
واعتبر المراقبون أن هذا التدخل في الانتخابات المحلية مؤشراً على استمرار ظاهرة “السمسرة السياسية” التي تعكر صفو العملية الديمقراطية وتضعف من نزاهة الإنتخابات، وبالنظر إلى الانتقادات الواسعة لهذا النوع من التدخلات، يتساءل المراقبون عن مدى شفافية هذه العملية وأثرها على مسار التنمية المحلية بجماعة إمزورن.
ويدعو نشطاء محليون السلطات المختصة للتدخل من أجل ضمان سير اعادة انتخاب مجلس جديد بجماعة إمزورن بنزاهة وشفافية، بعيدًا عن تدخلات السماسرة، وتحقيق تطلعات الساكنة في اختيار مجلس يضع مصلحتهم فوق أي اعتبار، معتبرين أن مثل هذه التدخلات تهدد مسار العملية الديمقراطية بإمزورن، خاصة وأنها تعيد إنتاج نفس النمط من التسيير الذي زجّ بالجماعة في مراتب متأخرة في التنمية المحلية مقارنة بباقي الجماعات الترابية بالإقليم.
ويرى البعض أن التدخلات المتكررة للسماسرة في انتخاب رؤساء الجماعات تدل على ضعف الآليات الرقابية وعلى ضرورة تعزيز دور مؤسسات المراقبة لضمان نزاهة الانتخابات ومكافحة الفساد الانتخابي.