وجّه الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، انتقادات لاذعة للأغلبية الحكومية، معتبراً أن حصيلتها “هزيلة سياسياً”، ومتهماً إياها بإضعاف المؤسسات المنتخبة من خلال “إذابة الدور الرقابي للأغلبية البرلمانية داخل تركيبة الأغلبية الحكومية”.
وخلال كلمته في افتتاح الدورة السادسة للمجلس الوطني للحزب، الذي انعقد صباح يومه السبت 6 دجنبر الجاري بمدينة الحسيمة تحت شعار “من الردورة الوفاء من الريف الى الصحراء”، اعتبر أوزين أن الحكومة “لم تنجح سوى في إطلاق سياسات ضريبية تخدم فئات نافذة وشركات محظوظة”، مضيفاً أنها “أقرت تشريعات تُسهّل تضارب المصالح، ووسّعت دائرة الامتيازات في قطاعات متعددة، من الفلاحة واللحوم والصيد البحري إلى النقل والسياحة والمحروقات والإسكان والصحة والصحافة”. وأشار إلى أن هذه السياسات “أثقلت جيوب المواطنين ورفعت مداخيل الخزينة دون أثر واضح على مستوى الإنفاق العمومي أو المردودية”.
كما اتهم أوزين الحكومة بـ“إضعاف المؤسسات المنتخبة محلياً وجهوياً ووطنياً”، معتبراً أنها “حوّلت دورات الجماعات الترابية إلى مجال للتوتر والصراع، مما عمّق فقدان الثقة في العمل السياسي والتمثيلية الانتخابية”.
وفي ما يتعلق بالتنمية المجالية، قال الأمين العام للحركة الشعبية إن السياسات الحكومية “رسّخت مغرب السرعتين”، من خلال “توجيه الاستثمارات نحو مناطق محظوظة مقابل تهميش القرى والمناطق الجبلية والواحات”.
وسجّل المتحدث أن الحكومة “روّضت النقابات ووسّعت رقعة الاحتجاجات المهنية والقطاعية”، متهماً إياها بـ“إفراغ ورش الحماية الاجتماعية من أهدافه النبيلة عبر مؤشرات غير منصفة”. وأضاف أن “الحكومة انغلقت على نفسها في مكاتب مكهربة الهواء تتابع من بعيد احتدام التوتر بين الدولة والمواطنين”.
وأشار أوزين إلى أن ما وصفه بـ“الفقر السياسي في الإنجاز” استدعى، حسب تعبيره، تدخلاً ملكياً لإعادة توجيه الإصلاحات الاستراتيجية، وهو ما تضمنته الخطابات الملكية الأخيرة ومخرجات المجلس الوزاري لشهر شتنبر.
وفي رده على دفاع أحزاب الأغلبية عن برنامج الدعم المباشر، قال أوزين إن من “غير المقبول تحويل ورش ملكي استراتيجي إلى مادة للتسويق السياسي”، مضيفاً أن “المغاربة لو علموا أن الدعم صادر عن الحكومة لما تقبلوه”.
وختم أوزين كلمته بالتأكيد على أن النجاحات الدبلوماسية والتنموية التي يحققها المغرب بقيادة الملك محمد السادس تستدعي “ترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز روح المصالحة، لمواجهة كل من يسعى للإساءة إلى صورة البلاد وخدمة أجندات خصومها”.
