يعيش أغلب الأستاذات والأساتذة المتخصصين في تدريس اللغة الأمازيغية بجهة طنجة تطوان الحسيمة وضعا غير مفهوم منذ بداية الموسم الدراسي. وقد ازدادت حدة هذا الاحتقان مع شروع بعض المؤسسات في إدماج الأمازيغية بشكل متعجل وغير مهيكل داخل مسار التعليم الصريح، الأمر الذي نتجت عنه فوضى واضحة وشطط في استعمال السلطة من طرف بعض مفتشي “مدارس الرائدة”.
فقد عمد بعض هؤلاء المسؤولين إلى محاولة إرغام أساتذة اللغة الأمازيغية على الاشتغال وفق صيغ استعمال زمن لا تستند إلى أي أساس تربوي أو تنظيمي، وتنتهك حقهم في التدريس في ظروف سليمة تحترم ضوابط المهنة ومنطق التخطيط البيداغوجي المعتمد وطنيا.
ونتيجة هذا التسيب، أصبح العديد من الأساتذة في الجهة يتعرضون لتمييز بين مقارنة بزملائهم في السلك الابتدائي، سواء من حيث المهام أو من حيث ظروف العمل. وهو ما خلق جوا من التوتر والاحتقان غير المسبوقين، ينذر – إن استمر – بموسم دراسي استثنائي يحمل مؤشرات الفشل والاضطراب.
وقد عبر عدد كبير من الأستاذات والأساتذة، عبر منصات التواصل الاجتماعي، عن استيائهم من هذا الوضع الذي يعكس نظرة دونية وتمييزية تجاه اللغة الأمازيغية ومدرسيها، بالرغم من كونها لغة رسمية بموجب الدستور المغربي، وهو ما يجعل أي مساس بها أو بمهنييها انتهاكا صريحا لطابعها الدستوري ومقتضيات ترسيمها التي تلزم الدولة بتوفير شروط إنصافها وحماية ممارسيها التربويين.
مراسلة
