يخوض زعماء وقادة الأحزاب السياسية، حربا استباقية لاستقطاب آلاف الشباب لتعزيز الصفوف وتعبئتهم على بعد سنة من تنظيم انتخابات تشريعية مصيرية في 2026، وانتخابات بلديات، ومجالس أقاليم وعمالات، وجهات، وغرف مهنية، ومجلس المستشارين في 2027.
وتنافس زعماء وقادة أحزاب المعارضة والأغلبية على حد سواء، لاستقطاب آلاف الشباب، لتعزيز صفوف المناضلين، والأطر، لتوفير خزان انتخابي داعم، رغم استمرار ظاهرة العزوف السياسي، إذ يرفض 19 مليون شخص التسجيل في اللوائح الانتخابية، ويصوت فقط 8 ملايين في أغلب المحطات الانتخابية.
وانتقد الشباب، رفض شيوخ الأحزاب والمعمرين منهم، والأعيان، و”مالين الشكاير”، ترك مقاعدهم في الانتخابات المقبلة.
والتقت فاطمة الزهراء المنصوري، المنسقة الوطنية للأصالة والمعاصرة، والمهدي بنسعيد، القيادي في “البام” مئات الشباب في إطار برنامج جيل 2030، لتشجيعهم على المشاركة في الانتخابات، ليس من باب التعبئة والتصويت فقط، بل الترشيح، ما أدى إلى بعثرة خطط بعض الأعيان، و”مالين الشكاير” الذين نزلوا مبكرا إلى الميدان لضمان العودة في الانتخابات المقبلة.
وفتح نزار بركة، أمين عام الاستقلال، باب المقر المركزي لحزبه بباب الأحد بالرباط، نهاية الأسبوع، في وجه الشباب، عبر تحريك قوافل التطوع، والتعامل المباشر مع مجموعة منهم، لتشجيعهم على الانخراط والترافع على أفكارهم.
وقال بركة، إن الرهان اليوم هو تعبئة الشباب وتشجيعهم على العمل السياسي لأجل تمكينهم من بناء الثقة في المشروع المجتمعي الذي يعكس انتظاراتهم وتطلعاتهم، إذ دعاهم إلى الانخراط في “الأكاديمية الاستقلالية للشباب” قصد التغلب على شعور الخوف، والتردد في ولوج السياسة.
وشارك لحسن السعدي، القيادي في التجمع الوطني للأحرار، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، في أشغال الدورة التكوينية المنظمة بأكادير من قبل الشبيبة التجمعية بشراكة مع مؤسسة “كونراد أديناور”، نهاية الأسبوع، والتي جمعت أزيد من 120 من الشباب، في لقاء مفتوح للنقاش الذي وصفه السعدي بأنه بناء لتبادل الرؤى حول سبل تعزيز الانخراط السياسي والتواصل مع الشباب.
وفي المعارضة، استقبل عبد الإله بنكيران، أمين عام العدالة والتنمية، الشباب ودعاهم إلى المثابرة والجدية في العمل، والتركيز على التعلم والتكوين، والحرص على التدين، وإن مال أخيرا إلى الدفاع عن أولوية الزواج بالنسبة إلى الفتيات، ما أثار احتجاجات الحداثيين.
وتفاعل محمد نبيل بنعبد الله، أمين عام التقدم والاشتراكية، مع انتقادات الشباب في الجامعات للوضع السياسي، وأقنع العديد منهم بأهمية التمييز بين السياسي المفسد، وبين المصلح، داعيا إياهم إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات، لقطع الطريق على الساعين لتخريب المؤسسات عبر شراء ذمم الناخبين.
ودعا إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، الذي سيحظى بولاية رابعة على رأس الحزب، رغم كبره، الشباب إلى الالتحاق بالعمل السياسي، والتنافس لتولي المسؤوليات الانتدابية، ومواجهة خصوم الديمقراطية.
وكالات