لجأ عدد من المنتخبين، الذين تحوم حولهم شبهات الفساد، في الآونة الأخيرة، إلى تنظيم رحلات إلى الخارج، خاصة أوربا، هدفها البحث عن ملاجئ آمنة لأموالهم ومباشرة إجراءات الحصول على الجنسية المزدوجة.
وقال مصدر مطلع إن إسبانيا استقبلت أكبر عدد من المنتخبين، ينتمون إلى بعض الأحزاب السياسية، موضحا، في الوقت نفسه، أن بعض التقارير أشارت إلى ارتفاع الطلب على التأشيرة الإسبانية، في الآونة الأخيرة، باعتبارها وسيلة للوصول إلى أوربا، في حين يفضل آخرون التوجه إلى سبتة ومليلية المحتلتين، لامتلاكهم عددا من العقارات بهما.
وعدد المصدر ذاته انتماءات المنتخبين “الفارين” إلى الخارج، ومنهم منتخبون في الغرف المهنية والمجالس الإقليمية وعدد كبير في الجماعات المحلية، خاصة بإقليم الناظور وجهة الشرق، كاشفا، في الوقت نفسه، أن عدد رحلات أحد المنتخبين مثلا، وصلت إلى العشرات في ظرف قياسي، بسبب حرصه على إتمام إجراءات الحصول على الجنسية المزدوجة.
وحسب المتحدث نفسه، فإن أغلب الباحثين عن “الملاجئ الآمنة” تحوم حولهم شبهة فساد مالي وإداري كشفت عنه تحقيقات أجريت في وقت سابق، من قبل المفتشية العامة للإدارة الترابية وقضاة المجلس الأعلى للحسابات، وأن خطوتهم تأتي مع ورود معلومات عن قرب بدء محاكمات ستطول منتخبين، بسبب ملفات فساد لم يطلها التقادم، كما أن أسماء آخرين توجد في لائحة “سوداء”، لمنتخبين آخرين يواجهون تهما مختلفة، أبرزها الفساد المالي، خاصة أن الجهات المسؤولة أحالت ملفاتهم على محاكم جرائم الأموال، فيما تقترب ملفات آخرين من نهايتها، في انتظار بدء محاكمتهم أمام محاكم جرائم الأموال.
ودعا حقوقيون الحكومة إلى الاستمرار في محاربة الفساد، والمتابعة اليقظة لملفات منتخبين تحوم شبهات حول نهبهم المال العمومي، كما طالبوا بمنع المفسدين من الترشح للانتخابات المقبلة، خاصة بعض الأشخاص الذين حركت ضدهم المتابعة القضائية بتهمة تبديد المال العام واختلاس أموال عمومية وجرائم التزوير وغيرها من الجرائم المخلة بالثقة، نظرا لأن ممارسة العمل السياسي تقتضي الاستقامة والنزاهة، فضلا عن مبادئ أخرى، مؤكدين ضرورة التشديد في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وتقديم أشخاص للمحاكمة بتبديد أموال عمومية وسوء التدبير، ما من شأنه تشجيع المواطن وتعزيز الثقة لديه في المسلسل الانتخابي، والتصدي للجرائم الانتخابية من رشوة ووعود، لأنه من أنجع الوسائل للقضاء على نظام الزبونية الانتخابية.
الصباح: خالد العطاوي