اختتمت بمدينة تارجيست في إقليم الحسيمة، السبت، الفقرات الثقافية لفعاليات الدورة الأولى من مهرجان الأرز للتراث الجبلي، الذي حمل شعار “التراث المادي واللامادي في خدمة التنمية المحلية”، والمنظم بمناسبة تخليد ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب، وذلك تحت إشراف المديرية الإقليمية لقطاع الثقافة بالحسيمة وجمعية أجيال الريف للثقافة والأعمال الاجتماعية، ومجموعة من فعاليات المجتمع المدني.
وحظيت أيام المهرجان الثلاثة، من 24 إلى 26 غشت، بالعديد من الأنشطة والفعاليات التي تعبر عن ثراء تراث صنهاجة بصفة خاصة والريف بصفة عامة، حيث شكلت إضافة نوعية من الترفيه والتثقيف الممزوجة بالثقافة والمعرفة والفائدة لزوار المهرجان، الذي سعى الى التعريف بالغنى الثقافي للمنطقة من خلال تقديم عدد من الفقرات الفلكلورية والموسيقية والفنية، باستضافة فنانين على الصعيد الإقليمي والجهوي وفرق موسيقية متنوعة، كما حظي المهرجان بتنظيم معرض مفتوح للفنون التشكيلية فضلا عن معرض المنتوجات المجالية بفضاء الفعالية في ساحة محمد السادس وسط المدينة.
كما صاحب المهرجان تنظيم ندوة حول “الصناعات الثقافية رافعة أساسية للتنمية: التحديات والفرص”، بتأطير ثلة من الأكاديميين والباحثين، تناولت مضامينها كيفية تطوير المنتوج الثقافي والارتقاء به على المستوى المحلي، وتحفيز الشباب للاستثمار في المقاولات الثقافية، إضافة إلى التداول بشأن تعزيز البنيات التحتية للمنطقة لتسهيل تنظيم لقاءات فنية وأنشطة ثقافية لارتواء المجالي الثقافي والسياحي، خاصة أن المنطقة تتميز بمؤهلات فريدة من نوعها في العديد من المجالات، وتحتاج فقط الى دعم بنياتها التحتية.
وفي تصريح صحافي، أكد مدير مهرجان الأرز للتراث الجبلي محمد المودن أن الفعالية سجلت نجاحا كبيرا، كما لقيت أجواء المهرجان تفاعلا إيجابيا وحضورا قويا من طرف الجمهور، خاصة في السهرة الختامية التي أحياها الفنان نبيل التارجيستي، معتبرا أن هذا المولود الثقافي الجديد سيضفي دينامية جديدة للمشهد الثقافي والفني، بالإضافة الى مساهمته في الحفاظ على الموروث الثقافي للمنطقة، وتعزيز الإشعاع الثقافي لدائرة تارجيست وإنعاش اقتصادها.
وأبرز المودن أن نجاح الدورة الأولى للمهرجان سيعطي دفعة قوية من الحماس لجعل المهرجان موعدا سنويا بتارجيست وقبلة للجميع، بفرض مكانته على الصعيد الوطني، شأنه شأن باقي المهرجانات الوطنية، داعيا الى الاهتمام بالمنطقة وبذل المزيد من الجهود لدعم المشاريع التنموية، التي تعود بالفضل على سكانها، وكذا تشجيع السياحة المحلية، وخصوصا منطقة تارجيست والجماعات الترابية المجاورة لها، لما تتميز به من مؤهلات ثقافية وتاريخية وطبيعية مهمة وقادرة على احتضان مشاريع سياحية كبيرة.