أصدرت المحكمة الإقليمية بمدينة قادس (Algeciras) حكمها في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في إسبانيا خلال السنوات الأخيرة، حيث قضت بـ22 سنة وشهرين من السجن في حق بيدرو صامويل مازا (Pedro Samuel Maza)، مالك سفينة الصيد الإسبانية “Rúa Mar”، التي غرقت سنة 2020 أثناء محاولة تهريب شحنة من مخدر الحشيش قبالة السواحل المغربية، ما أدى إلى مصرع ستة من أفراد طاقمها.
وتعود أحداث القضية إلى يناير 2020، عندما انطلقت سفينة “Rúa Mar” من ميناء ألغيسيراس في اتجاه المياه المغربية، ostensiblemente في مهمة صيد تقليدية، قبل أن يتبين لاحقاً أنها كانت تنفذ عملية لتهريب الحشيش في عرض البحر.
وبحسب التحقيقات، فإن السفينة غرقت بعد تعطل محركها بينما كان أفراد الطاقم يحاولون إنزال الشحنة إلى قارب آخر، ليلقى البحارة الستة حتفهم غرقاً.
ووفقً لقرار المحكمة، فإن المالك مازا كان على علم بالعطل الذي أصاب السفينة، بعدما اتصل به ربانها (عمه)، لكنه لم يتدخل لإنقاذهم ولم يُبلغ سلطات الإنقاذ، بل أنكر لاحقاً أمام مصالح الإنقاذ البحري الإسبانية (Salvamento Marítimo) أنه كانت له أي علاقة بالرحلة.
وأدانت المحكمة بيدرو صامويل مازا بعدة تهم من بينها: الاتجار بالمخدرات (الحشيش)، الانتماء إلى جماعة إجرامية،
محاولة الاحتيال وتبييض الأموال، والقتل غير العمد في حق ستة أشخاص. وحكمت عليه بالسجن لمدة 22 سنة وشهرين، منها 5 سنوات و4 أشهر للاتجار بالمخدرات، 12 سنة عن جرائم القتل غير العمد (سنتان عن كل ضحية)، 3 سنوات و4 أشهر لتبييض الأموال، وأحكام إضافية تتعلق بمحاولة الاحتيال والانتماء إلى شبكة إجرامية.
كما فرضت عليه المحكمة غرامات مالية تتجاوز 180 ألف يورو، وأمرته بتعويض عائلات الضحايا بأكثر من مليون يورو.
إلى جانب المالك الرئيسي، أدانت المحكمة عدداً من المتعاونين معه، من بينهم أنطونيو مانويل نوريا ومانويل براجونيس، بالسجن 5 سنوات و4 أشهر لكل منهما، فيما حكمت على خوسيه خواكين هيريديا بـ4 سنوات و6 أشهر، وعلى شريكته العاطفية بـ3 سنوات و4 أشهر سجناً بتهمة تبييض الأموال.
أما المتهم السادس في القضية، خيسوس هيريديا، فقد ظل في حالة فرار، وأصدرت المحكمة مذكرة بحث دولية في حقه.
وكشفت التحقيقات التي قادتها وحدة مكافحة المخدرات التابعة للشرطة الوطنية الإسبانية (UDYCO) أن هذه الشبكة كانت تنشط منذ 2019 في تهريب الحشيش عبر سفن صيد مرخصة قانونياً، إذ كانت تُحدث خزانات مزدوجة داخل القوارب لإخفاء الشحنات وتستغل صفة “سفن الصيد” لتفادي الشبهات.
وفي أكتوبر 2019، كانت الشرطة قد اعترضت إحدى السفن التابعة لمازا المسماة “Felipe y Maruja”، وعلى متنها طن من الحشيش، ما قاد إلى اكتشاف الشبكة التي يديرها.
