كشفت النيابة العامة الهولندية أن مغربيا يلقب بـ”بونتيسو”، ويقضي عقوبة بالسجن ست سنوات بالمغرب، بتهمة الانتماء لمنظمة إجرامية، هو أحد أذرع مافيا الاغتيالات وتهريب الكوكايين.
وأشارت تحقيقات الشرطة الهولندية، التي نقلتها جريدة “AD” الهولندية، إلى أن المغربي الذي يدعى “جواد”، والبالغ من العمر 30 عاما، يعد أحد العقول المدبرة لشبكة تهريب الكوكايين، التي تهز المشهد القضائي في هولندا، إذ قاد خلية إجرامية نشطة بمنطقة أيندهوفن، ويتولى إدارة عمليات تهريب الكوكايين باحترافية عالية، منها توفير الدعم اللوجستيكي، وتلقي التقارير المالية الدورية لأنشطته الإجرامية، مشيرة إلى أن المتهم كان لاعبا محوريا في إدارة عمليات معقدة، ومنها إصدار الأوامر باغتيال بعض المنافسين.
واستندت التحقيقات الأمنية إلى أدلة معلوماتية لتأكيد خطورة “بونتيسو”، ومنها رسائل من اتصالات مشفرة قدمت صورة واضحة عن نشاط جواد وفريقه،ففي إحدى الرسائل، ظهرت صورة لجهاز عد أموال بجانب مبلغ ضخم قدره 824 ألف أورو، ما يعكس الأرباح الهائلة التي حققها التنظيم، كما أظهرت تحقيقات أخرى تورطه في نقل كميات كبيرة من الكوكايين، بما في ذلك شحنة 168 كيلوغراما إلى أوتريخت، باستخدام أساليب مبتكرة، مثل شاحنات مجهزة بمخابئ سرية وسيارات أجرة.
ويلجأ أفراد شبكة “بونتيسو” إلى التنكر موظفين في شركات بريد أو سائقي سيارات أجرة، مستخدمين سترات وشعارات مزيفة لإخفاء أنشطتهم، إذ تمكنت السلطات الهولندية من مصادرة حوالي 80 كيلوغراما من الكوكايين، بلغت قيمتها أكثر من مليوني أورو، في إحدى العمليات الناجحة، مشيرة إلى أنها لا تمثل إلا جزءا بسيطا من الكميات المهربة.
وحسب التحريات نفسها، فإن جواد يمثل شخصية رئيسية في سلسلة جرائم بارزة بهولندا، ويعد أحد أقرب المساعدين لرضوان تاغي، المتهم الشهير وأحد أبرز المطلوبين دوليا. ورغم إدانة “بونتيسو” في المغرب بقضية مخدرات، إلا أن دوره يتجاوز تهريب المخدرات ليشمل جرائم كبرى، مثل اغتيال الصحافي بيتر آر دي فريس والمحامي ديرك ويرسوم.
وذكرت تقارير أمنية هولندية أن قضية “بونتيسو” تسلط الضوء على الطبيعة المعقدة للشبكات الإجرامية المغربية في هولندا، مشيرة إلى أن هذه الشبكات تستغل الجاليات المغربية لتجنيد أفراد جدد واستغلال موارد بشرية على دراية بالمجتمعات المحلية، ما يمنحها ميزة تنافسية في تنفيذ عملياتها، موضحة أن السلطات تواجه تحديا كبيرا في تفكيك هذه الشبكات المتشعبة، خصوصا في ظل الطبيعة الدولية لعملياتها، معتبرة قضية “بونتيسو” ليست سوى نموذج لظاهرة أوسع تهدد أمن واستقرار المجتمعات في أوربا.