لا تزال العديد من المشاريع الثقافية في إقليم الحسيمة تعاني الإهمال والتأجيل، حيث أُنجزت أعمال الترميم والبناء منذ سنوات، إلا أن أبوابها بقيت موصدة في وجه الزوار، مما أثار تساؤلات حول أسباب هذا التأخير الغامض.
ومن بين هذه المشاريع التي نالت نصيبها من النسيان، القلعة الحمراء في منطقة أربعاء تاوريرت، التي تشكل معلمة تاريخية ذات قيمة كبيرة، وعلى الرغم من انتهاء أشغال ترميمها، لم تُفتح أبوابها أمام الزوار والسياح.
كما أن مدينة المزمة الأثرية في منطقة أجدير، التي كانت محط اهتمام كبير بسبب قيمتها التراثية ودورها التاريخي، ما زالت مغلقة دون تفسير واضح من الجهات المختصة.
أما في مدينة الحسيمة نفسها، فإن المسرح الكبير، الذي يُفترض أن يكون منارة ثقافية لتنظيم العروض المسرحية والفنية، ظل مغلقًا منذ اكتمال بنائه، مما يشكل خيبة أمل كبيرة للمهتمين بالشأن الثقافي. وينطبق الأمر نفسه على متحفي “العلوم البحرية والمحيطات” و”المتحف الإيكولوجي” بغابة بوجيبار، اللذين كان يُنتظر أن يشكلا وجهة سياحية وتعليمية للناشئة والزوار، إلا أنهما بقيا غير مفعّلين على الرغم من الجهود المبذولة لإتمام الأشغال فيهما.
وأثارت وضعية هذه المشاريع التي انجزت بملاين من الدراهم في اطار برنامج “الحسيمة منارة المتوسط”، حالة استياء لدى المهتمين بالثقافة والتراث، الذين يتساءلون عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التأخير، مطالبين الجهات المسؤولة بتسريع عملية تشغيل هذه المرافق وتحويلها إلى نقاط جذب سياحي وثقافي، بما يسهم في إنعاش المنطقة اقتصاديًا وثقافيًا.