أعربت مجموعة من الفرق الموسيقية المحلية بمدينة الحسيمة ومناطق الريف عن استيائها من ما وصفته بـ”الإقصاء الممنهج” الذي تتعرض له منذ سنوات، من طرف إدارات عدد من المهرجانات الصيفية المنظمة بالمنطقة، وعلى رأسها مهرجان “اتصالات المغرب”.
وأفادت مصادر فنية محلية أن العديد من هذه الفرق، المعروفة بعطائها المتواصل وارتباطها الوثيق بالجمهور، لا تحظى بفرص المشاركة في الفعاليات الفنية الكبرى، رغم ما تقدمه من أعمال موسيقية جادة تعبّر عن الهوية والثقافة المحلية.
وأكدت ذات المصادر أن هذا الإقصاء المتكرر “يسيء إلى مبدأ العدالة الثقافية”، ويحرم ساكنة المنطقة من التفاعل مع فنانين يمثلونهم فنياً وثقافياً، خاصة في ظل الدعم الكبير الذي تحظى به هذه الفرق من الجمهور المحلي.
وطالبت الفرق الموسيقية المعنية الجهات المنظمة والمشرفة على القطاع الثقافي والفني، سواء على المستوى المحلي أو الوطني، بإعادة النظر في هذه السياسات، وبالعمل على ضمان مشاركة عادلة ومنصفة لجميع المكونات الفنية، دون تمييز أو تهميش.
يُذكر أن العديد من الفرق الريفية، من بينها “Agraf Band”، عبّرت في مناسبات سابقة عن استعدادها للمساهمة في إنجاح التظاهرات الفنية، شريطة توفر الإرادة الحقيقية لدمج الطاقات المحلية في الفضاءات الثقافية التي تستحقها.
وفي هذا الصدد قالت مجموعة “أكراف” على منصة التواصل الاجتماعي، “نتضامن بكل قوة مع الفرق الموسيقية المحلية بمدينة الحسيمة وبالريف عامة، التي تعاني منذ سنوات من التهميش والإقصاء الممنهج من طرف إدارات المهرجانات الصيفية، وعلى رأسها مهرجان “اتصلات المغرب” وغيره من التظاهرات الفنية التي تُقام بالمنطقة”.
وأضافت قائلة “نستنكر بشدة استمرار هذا السلوك الغريب والمخيب للآمال، حيث يتم تجاهل الفنانين والفرق المحلية، رغم ما يقدمونه من أعمال فنية جدية، ورغم ارتباطهم الوثيق بالجمهور المحلي الذي يستحق أن يرى أبناءه فوق خشبة المسرح”.
واسترسلت المجموعة “نُطالب الجهات المنظمة وكل المسؤولين على القطاع الثقافي والفني محلياً ووطنياً، بإعادة النظر في هذه السياسات الإقصائية، وبفتح المجال أمام الفرق المحلية للمشاركة والظهور أمام جمهورها. ليس فقط لأنها تستحق، بل لأن العدالة الثقافية تقتضي ذلك”.
وختمت المجموعة تدوينتها “ونؤكد أننا سنظل ندعم كل فنان وفنانة، وكل فرقة موسيقية بالريف، تُحرم من حقها في الظهور والمشاركة، وسنظل أوفياء لفننا وجمهورنا، رغم كل الإقصاء والتهميش”.
