تعتزم “فارما 5” إطلاق أول دواء مغربي جنيس من القنب الهندي تحت اسم “كانابيديول”، لمعالجة داء الصرع المستعصي، الذي يعاني بسببه ما لا يقل عن 100 ألف شخص بالمغرب، الذين لا يستجيبون للأدوية المخصصة لداء الصرع، الذي يعانيه 400 ألف مغربي. وحصل الدواء على الإذن بالعرض في السوق، بعدما مر من جميع التحاليل والاختبارات.
وأفادت مصادر من “فارما 5” أن هذا الدواء يمثل ثورة في مجال صناعة الدواء بالمغرب، ويقدم للمصابين بهذا الصنف من داء الصرع حلا مبتكرا وسهل الولوج، إذ يمكن من تقليص عدد النوبات وخطورتها.
وأكدت الشركة أن عشبة القنب الهندي، التي أنتج منها الدواء، زرعت بمنطقة شفشاون، وتم تتبعها عبر سلسلة القيمة إلى غاية تصنيعها بمختبرات الشركة.
ويعد الدواء ثمرة شراكة بين القطاعين العام والخاص، إذ تم الإنتاج بتعاون مع الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي ومديرية الأدوية والصيدلة.
وسيمكن هذا الدواء من تخفيف معاناة الذين يعانون داء الصرع المستعصي، الذي يمس، بالدرجة الأولى الأطفال والشيوخ، ويمكن أن تصيب المريض بهذا الداء 40 نوبة صرع في اليوم، ما يعكس أهمية هذا الدواء.
وتطلب إنتاج هذا الدواء، الذي ينتظر أن يطرح في السوق في الأسدس الأول من السنة المقبلة، ثلاث سنوات من البحث واستثمارات، علما ان الشركة خصصت ما لا يقل عن 22 مليون درهم للبحث والتطوير.
وسيمثل إنتاج هذا الدواء خطوة كبيرة في مسار تطوير صناعة الأدوية الجنيسة، علما أن الأدوية الأصلية لداء الصرع المستعصي تكلف المرضى وذويهم غاليا. كما سيشجع الاستثمار في تحويل مادة القنب الهندي إلى أدوية أو مواد أخرى.
وأوضحت مصادر “الصباح” أن الصناعيين المغاربة يرغبون في الحصول على نسبة ولو قليلة من كعكة تحويل نبتة القنب الهندي، إذ يعرف سوق الاستعمالات السلمية للنبتة، ارتفاعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة. وتشير الدراسات المنجزة حول هذا القطاع إلى أن رقم معاملات سوق القنب الهندي الخاص بالاستعمالات القانونية، يتجاوز 13 مليار دولار، وتتوقع الدراسات ذاتها أن يصل إلى 233 مليارا في أفق عشر سنوات المقبلة، ما دفع عددا من الدول إلى التفكير في تقنين استعمالات هذه النبتة للاستفادة من الفرص التي تتيحها أنشطة الاستخدام القانوني للكيف. ويقدر رقم معاملات الاستعمالات الطبية للقنب الهندي بأزيد من 8 ملايير دولار، ويرتقب أن يتجاوز 114 مليار دولار في أفق 2028.
المصدر: وكالات