في سابقة تختلف عن نسخ السنوات الماضية، جرى يوم امس الاربعاء افتتاح فعاليات المعرض الجهوي للفلاحة بمدينة الحسيمة بحضور محدود اقتصر على باشا المدينة وبعض أعضاء الغرفة الفلاحية، دون مشاركة عامل اقليم الحسيمة أو شخصيات سياسية بارزة، الذين اعتادوا إعطاء الانطلاقة الرسمية لهذا الحدث السنوي.
وشكل هذا الحضور الباهت لممثلي المؤسسات الفلاحية والإدارية، إلى جانب عدد من الموظفين وبعض الزوار، مادة للتساؤل بين المهتمين بالشأن المحلي، خاصة وأن هذا المعرض يُعد مناسبةً مهمة لتسليط الضوء على المؤهلات الفلاحية للمنطقة، وفرصة لتثمين جهود الفلاحين والمشاركين من مختلف الجماعات التابعة لإقلبم الحسيمة.
ويرى بعض المتتبعين أن غياب الشخصيات الوازنة عن افتتاح المعرض قد يعكس تراجعًا في مستوى الاهتمام الرسمي بهذا الحدث السنوي، أو ربما ضعف التنسيق المسبق بين الجهات المنظمة والشركاء المؤسساتيين.
وجدير بالذكر أن المعرض الجهوي للفلاحة بالحسيمة كان يشهد في دوراته السابقة حضورًا وازنًا من شخصيات جهوية واقليمية، كما كان يحظى بدعم وتغطية إعلامية واسعة، ما يطرح اليوم علامات استفهام حول مآل هذا الحدث ومكانته ضمن الأجندة الفلاحية للجهة.
وقد خلفت دورة هذه السنة أيضًا موجة استياء في صفوف عدد من الفلاحين بالاقليم، بسبب ما اعتبروه “إقصاءً غير مبرر” للمنتوجات الفلاحية الأصيلة للمنطقة، في مقابل تم استقدام عارضين من خارج الإقليم لتقديم منتوجات لا تعكس خصوصية ولا هوية الحسيمة الفلاحية. هذا التوجه، وفق تصريحات بعض المهنيين، أفقد المعرض طابعه المحلي وأفرغ رسالته من محتواها، ما اعتُبر أحد أبرز أسباب فشل الانطلاقة وغياب الإقبال المتوقع.