احتضنت مندوبية الصيد البحري بالحسيمة، أمس الخميس 11 دجنبر 2025، يوماً تحسيسيا بالتزامن مع سلسلة اللقاءات التوعوية التي يشرف على تأطيرها المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري. وقد خصص هذا اللقاء لتسليط الضوء على خطورة الصيد العرضي بمختلف أنواعه، خاصة على الأصناف البحرية المهددة بالانقراض، إلى جانب مناقشة سبل الحدّ من هذه الظاهرة التي تهدد التوازن البيئي والنظم البحرية بالمنطقة.
وتناول المشاركون خلال الجلسة عدداً من المحاور المتصلة بالصيد العرضي، وتأثيراته السلبية على التنوع البيولوجي في البحر الأبيض المتوسط، مع عرض مفصل للمخاطر الناتجة عن التدخل البشري في المصايد، سواء من حيث الاستغلال المفرط أو ضعف الالتزام بالمعايير البيئية. كما تم التطرق إلى أهمية اعتماد استراتيجيات عملية لتفادي الصيد العرضي، عبر تحسين المعدات وطرق العمل، وتعزيز وعي المهنيين بأدوارهم في حماية الأصناف المهددة.
وفي تصريح لجريدة البحرنيوز، أكد عبد النبي المنصوري، مندوب الصيد البحري بالحسيمة، أن اليوم التحسيسي يأتي في سياق ارتفاع الوعي المهني بضرورة حماية البيئة البحرية وصون الأحياء البحرية. وأضاف أن اللقاء شكل مناسبة لتقييم الوضع البيئي الراهن، والوقوف على الجهود المبذولة على عدة مستويات للحد من تدهور الوسط البحري، وذلك عبر تكثيف الحملات التحسيسية الموجهة للمهنيين بمختلف فئاتهم. وأوضح المنصوري أن الاستثمار في التحسيس، وترسيخ الوعي داخل الأوساط المهنية بات ضرورة ملحّة، بحكم ارتباط البحارة والمهنيين الوثيق بالبيئة البحرية، واحتكاكهم اليومي بها.
وقد أبان المشاركون عن تفاعل إيجابي واستعداد لتبني سلوك مهني رشيد، في التعامل مع الأصناف المهددة، وذلك بتنسيق مباشر مع الجهات المسؤولة، وفي إطار روح المسؤولية المشتركة. كما أبرز اللقاء جملة من التحديات البيئية التي تواجه المصايد، إلى جانب الحلول الممكنة لتحقيق حماية فعّالة للموارد البحرية.
ويندرج هذا اللقاء ضمن برنامج تحسيسي توعوي، شمل عدداً من الموانئ المتوسطية، من بينها طنجة، المضيق، الجبهة، الحسيمة والناظور. ويهدف البرنامج إلى تمكين المهنيين من معطيات علمية ومعلومات دقيقة، حول أهمية إستقرار الأنواع البحرية واستدامتها، مع تشجيع الاستغلال العقلاني للموارد البحرية حفاظاً عليها للأجيال القادمة، وإبراز دور إستقرار النظم البحرية في تحقيق الأمن الغذائي.
يذكر ان اليوم التحسيسي، يعد خطوة إضافية في مسار الجهود الوطنية الرامية إلى حماية الثروة البحرية ، وصون التوازن البيئي، عبر إشراك مباشر للإدارات البحرية والمهنيين، وتعزيز وعيهم بضرورة تبني ممارسات مستدامة، تضمن إستمرارية الموارد الحيوية للبحر الأبيض المتوسط.
المصدر: البحر نيوز







































