لم يتأخر نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، في رفع تظلمه إلى عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، بسبب الهجوم المفاجئ لـ “البام” على حزبه، حفاظا على وحدة الصف الحكومي.
ورفض نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، الرد على تهجم سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الخامس، الذي استصغر حزبا حليفا، وسفه مجهوداته، خلال إشرافه على انتخاب المؤتمرين في البيضاء، منتصف الأسبوع الجاري.
وفي خطوة من شأنها أن تحدث توترا جديدا داخل الأغلبية، هاجم حزب الأصالة والمعاصرة حليفه في الحكومة، حزب الاستقلال، متهما إياه بـ “الفشل” في عقد مؤتمره الوطني، لانتخاب قيادة جديدة للحزب، في أعقاب نهاية ولاية الأمين العام الحالي نزار بركة، منذ أكثر من سنتين.
وقال سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة، والقيادي البارز في الحزب إن “البام” هو “الحزب الوحيد الذي استطاع أن يعقد مؤتمره في تاريخ محدد”، مضيفا، في إشارة واضحة، إلى حزب “الميزان”، أن “بعض الأحزاب تدبر وتسير الحكومة، ولم تستطع عقد مؤتمرها في الآجال القانونية”.
وقال كودار، المرشح لشغل منصب رئيس المجلس الوطني للحزب، إذا قادت فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة الإسكان والتعمير وسياسة المدينة، أو المهدي بنسعيد، وزير الثقافة، الأمانة العامة، خلفا لعبد اللطيف وهبي، الطامح للاستمرار لولاية جديدة، (قال) إنه “لا يمكن لحزب يوجد في موقع التدبير المؤسساتي والحكومي، أن يعجز عن عقد مؤتمره الوطني في تاريخه المحدد”، داعيا في الوقت نفسه مناضلي ومناضلات الأصالة والمعاصرة، إلى إنجاح المؤتمر الوطني للحزب “حتى نتمكن من إقامة العرس الديمقراطي في ظروف جيدة”.
واستغرب قيادون استقلاليون للخروج المفاجئ لقيادي بارز في الأصالة والمعاصرة، لمهاجمة حزب حليف، و”تقطير الشمع عليه”، في لقاء تنظيمي موسع دون سبب.
ولم تستبعد المصادر نفسها أن يشكل هجوم كودار على حزب الاستقلال، بداية انشقاق داخل التحالف الحكومي، خصوصا أن قياديين استقلاليين يستعدون للهجوم على قادة “البام”، سيما الذين تطاردهم شبهة فساد مالي.
وعلمت “الصباح”، من مصدر في حزب الأصالة والمعاصرة، أن الأمين العام للحزب، عبد اللطيف وهبي، استشاط غضبا على “خرجة” كودار، متسائلا عن الأسباب الخفية التي دفعته لقول ما قاله خلال انتخاب مؤتمري حزبه.
وقال كودار، خلال اللقاء نفسه، إن “هناك من تحدانا وقال إن الأصالة والمعاصرة لن يتمكن من عقده مؤتمره في تاريخه المحدد، لكننا نؤكد أن المؤتمر سينعقد في وقته القانوني ببوزنيقة، وسيكون ناجحا وينتخب قيادة جديدة”.
وبدأ حزب الأصالة والمعاصرة تحضيراته لعقد مؤتمره الوطني الخامس لانتخاب خليفة الأمين العام للحزب، عبد اللطيف وهبي، وهو المؤتمر الأول الذي يعقده الحزب وهو يدبر شؤون الحكومة، بعد سنوات من اصطفافه في المعارضة.
وأعلنت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الخامس عن تحديد 9 و10 و11 فبراير المقبل، لعقد المؤتمر الوطني، المنتظر أن يحضره أكثر من ثلاثة آلاف مؤتمر.
وأعلن كودار، من جانب آخر، دعمه لترشيح فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني، لقيادة “الجرار”، خلفا لعبد اللطيف وهبي، الأمين العام الحالي.
عبد الله الكوزي