احتضنت زاوية تمديت بجماعة بني بونصار التابعة لإقليم الحسيمة، يومي الاثنين والثلاثاء 6 و7 من الشهر الجاري، فعاليات “للامة” السنوية للولي الصالح سيدي عبد الملك بن مروان، والتي نظمتها رابطة الشرفاء الأدارسة للزاوية، تحت شعار: “قرون من التشبث بالعرش العلوي المجيد”، وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة.
ويأتي هذا الموعد الروحي والثقافي في إطار الحفاظ على الموروث الديني والاجتماعي والثقافي للمنطقة، وترسيخ قيم الوفاء والولاء للثوابت الوطنية، وعلى رأسها المؤسسة الملكية. كما يهدف الحدث إلى تعزيز الروابط الروحية بين أبناء المنطقة ومختلف الزوايا المنتشرة عبر ربوع المملكة، باعتبارها فضاءات لنشر قيم التسامح والتآزر.
وقد شهدت “للامة” حضور عدد من الشخصيات المحلية، ضمنهم السلطات المحلية والمنتخبون، إلى جانب أبناء المنطقة من مختلف الأعمار نساء ورجالا، الذين حرصوا على المشاركة في هذا اللقاء الروحي الذي يكتسي طابعاً خاصاً لدى ساكنة بني بونصار.
وتخللت فعاليات هذا الاحتفال مجموعة من الأنشطة المتنوعة، من بينها حلقات للذكر والمديح النبوي، وعروض فنية تراثية مستوحاة من الموروث المحلي، فضلاً عن لقاءات تواصلية بين الزوار وأبناء الزاوية، في أجواء سادها التآخي والاحتفاء بالهوية الدينية والثقافية للمنطقة.
ويعد هذا الحدث السنوي مناسبة لتجديد الارتباط بالزاوية كمركز إشعاع روحي وثقافي، يسهم في صون الذاكرة الجماعية للريف وتعزيز مكانة التصوف المغربي الأصيل المبني على الوسطية والاعتدال.
وفي ختام فعاليات هذا الموعد الديني والثقافي، عبّر سكان دوار تمديت والمشرفون على تنظيم “للامة” عن مجموعة من المطالب الموجهة إلى السلطات الإقليمية، تتعلق بضرورة التدخل العاجل لإصلاح الطريق المهترئ المؤدي إلى الدوار، الذي يعاني من ضعف البنية التحتية ويصعب الوصول إليه في بعض الفترات. كما دعوا إلى إحداث ملعب للقرب لفائدة أبناء المنطقة، لتوفير فضاء رياضي للشباب، إضافة إلى إيجاد حل نهائي لمشكل ضعف شبكة الاتصالات والأنترنت (الريزو) التي تعيق التواصل وتحد من استفادة الساكنة من الخدمات الرقمية.
