في سياق التحولات الرقمية المتسارعة، نظّمت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالحسيمة، بتنسيق مع الجمعية الوطنية لأساتذة المعلوميات، النسخة الثامنة من الحملة الوطنية لتعزيز الوعي الرقمي، تحت شعار “الذكاء الاصطناعي والمواطنة الرقمية: وعي رقمي، أمان مستدام”. امتدت فعاليات الحملة من 17 إلى 20 فبراير 2025، مستهدفة التلميذات والتلاميذ بمختلف المؤسسات التعليمية بالإقليم، حيث ركزت على الاستخدام المسؤول للفضاء الرقمي، الأمن السيبراني، والتنمر الإلكتروني.
شهدت هذه المبادرة انخراط أساتذة المعلوميات بالإقليم، إلى جانب أعضاء الجمعية الوطنية لأساتذة المعلوميات، الذين عملوا على تفعيل أنشطة مماثلة في عدة مؤسسات عبر مختلف جهات المملكة، من خلال أندية المعلوميات. ويأتي هذا التوجه في إطار أهداف الجمعية الساعية إلى نشر الوعي والثقافة الرقمية على نطاق واسع، وتمكين المتعلمين من الأدوات الضرورية لفهم التحديات المرتبطة بعالم الإنترنت والذكاء الاصطناعي.
كما شملت الحملة مجموعة من الورشات التفاعلية التي تناولت مواضيع متعددة، مثل المخاطر السيبرانية، سبل الحماية من الجرائم الإلكترونية، وأهمية الحفاظ على البيانات الشخصية. كما تخللها عروض توعوية حول الاستخدام الآمن والمسؤول للفضاء الرقمي، إلى جانب أنشطة تحسيسية أُدمجت بأساليب تفاعلية، من بينها المسرح التوعوي الذي أبرز بعض الإشكالات المرتبطة بسوء استغلال التكنولوجيا.
وفي إطار تعزيز التفاعل والتشجيع على اكتساب المعرفة الرقمية، تم تنظيم مسابقة المواطن الرقمي، التي اختبر فيها المشاركون معلوماتهم حول الأمن الرقمي وأخلاقيات استخدام الإنترنت، ليتم في الختام توزيع شهادات تقديرية وجوائز رمزية على الفائزين.
و تتويجًا للجهود المبذولة في إطار الحملة الوطنية للاستعمال الآمن للإنترنت، نظمت الجمعية حفلًا ختاميًا للتظاهرة، تم خلاله تكريم المنخرطات والمنخرطين الفاعلين في إنجاح هذه المبادرة، حيث تم توزيع شهادات تقديرية تكريماً لمساهماتهم. وقد أسهمت هذه الفعالية في تعزيز روح الانخراط الرقمي، مع الاستمرار في نشر قيم المواطنة الرقمية عبر كافة ربوع المملكة.
كما تندرج هذه المبادرة ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز الثقافة الرقمية وترسيخ قيم المواطنة الرقمية، بما يتيح للمتمدرسين التعامل بوعي ومسؤولية مع التطورات التكنولوجية المتسارعة، في ظل ما يشهده العالم من تحولات رقمية مستمرة.
