التجريني يكتب: جيل 2030 خطوة نحو تشبيب الحياة السياسية

admin24 مارس 2025آخر تحديث :
التجريني يكتب: جيل 2030 خطوة نحو تشبيب الحياة السياسية

“إن الشباب هم من يعيدون تعريف الاطر الاجتماعية والسياسية التي قد تكون أصبحت عقيمة” – ميشيل فوكو

يعتبر الشباب عنصرا حيويا في المجتمع، إذ يمثلون الطاقة المتجددة والأمل في المستقبل باعتبارهم أداة للحفاظ على الاستمرارية وديمومة المشاريع كيفما كان شكلها، والمجال السياسي هو أرضية خصبة لهذه الاستمرارية، فالشباب فيها يشكلون قوة مؤثرة لا يمكن تجاهلها لهم دور أساسي في تطوير المجتمعات عن طريق إحداث تغييرات جذرية تؤدي إلى تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ففي هذا السياق لا تقتصر أهمية الشباب في العمل السياسي على كونهم مجرد فئة تحتاج إلى توجيه بل إنهم يمثلون قوة دافعة للتغيير والإصلاح، وهذا ما تفطن له شباب حزب الاصالة والمعاصرة عن طريق إطلاقهم لمبادرة جيل الشباب لسنة 2030، التي تهدف الى جعل الشباب في مركزية العمل السياسي من أجل تحديث كل بنيات المجتمع كي نبلغ سنة 2030 ونحن مؤهلين لاستضافة حدث عالمي يصبح فيه المغرب قبلة العالم، فربط المبادرة بالحدث الرياضي يجد فهمه في مساهمة الشباب بالدفع بعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية نحو تجاوز كل الإشكالات التي تعانيها في المرحلة الراهنة.

فالعمل السياسي يتطلب دائما التجديد والتغيير لمواكبة التحديات المستجدة، وهو ما يوفره الشباب من خلال أفكارهم الجديدة وطموحاتهم لكونهم يتمتعون دائما برؤية مختلفة عن الأجيال السابقة، مما يجعلهم قادرين على تقديم حلول غير تقليدية للمشاكل التي تواجه المجتمع وهو ما عبر عنه الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر بقوله: “إن الشباب هو حالة من الوعي الثوري، ويمثلون رياح التغيير”، وذلك من خلال المشاركة السياسية الفاعلة من أجل تعزيز الديمقراطية، لأن الديمقراطية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق إلا إذا كان لكل فرد حق المشاركة في انتاج القرارات السياسية، والشباب بكونهم أكثر قدرة على التأثير في المستقبل يمكن لهم أن يكونوا دعاة للتغيير ويسهمون في دفع عجلة الديمقراطية نحو الأمام.

ويجب أن ينبه شباب جيل 2030 المجتمع السياسي إلى أن تشبيب الحياة السياسية لا يعني فقط إشراك الشباب في صنع القرار بل أيضا خلق نوع من التواصل بين الأجيال المختلفة، فالشباب هم حلقة وصل تسهم في نقل الحكمة والخبرة من الأجيال الأكبر سنا ويمزجونها برؤاهم وطموحاتهم الخاصة، وأنه بهذا فقط يمكننا بناء عالم سياسي أكثر مرونة قادر على التكيف مع تحديات العصر بما يمتلكه الشباب من أفكار جديدة وطموحات ملهمة، وقدرة على الابتكار.

ولأجل هذا ينبغي على شباب جيل 2030 السعي نحو تحقيق الأهداف التالية:

1- توسيع مفاهيم المشاركة السياسية

يقول الفيلسوف الألماني هابرماس: “الفضاء العام كمساحة يتم فيها تبادل الآراء والأفكار بين الأفراد. وفي عالم اليوم أصبح الفضاء العام يشمل الشبكات الاجتماعية الإلكترونية مما يفتح المجال أمام الشباب لإحداث تأثير سياسي من خلال منصات الإنترنت، هذه الظاهرة تغير من طريقة تفاعل الشباب مع السياسة وتتيح لهم الفرصة لتشكيل الرأي العام دون الحاجة الى القنوات التقليديةّ”.

فالرؤية الجديدة لتشبيب الحياة السياسية لا تقتصر على المشاركة الانتخابية فقط، بل تشمل أيضا تمكين الشباب من التعبير عن آرائهم بحرية والمشاركة في النقاشات السياسية عبر الوسائل الرقمية، فهذه المشاركة تعد من أهم مظاهر التغيير في العصر الحالي إذ تتيح للشباب استخدام منصات التواصل الاجتماعي لتبادل الأفكار والمشاركة في الحملات السياسية.

2- طرح مفهوم جديد للديموقراطية
الديمقراطية الحقيقية تتطلب إشراك جميع فئات المجتمع في عمليات صنع القرار، ومع تطور الوعي السياسي لدى الأجيال الشابة، أصبح من غير الممكن تجاهل دورهم في هذا المجال، فالديمقراطية لا تكتمل إلا إذا كان كل فرد قادرا على المشاركة بفعالية في الشأن العام، فالرؤية الجديدة تذهب أبعد من زيادة تمثيل الشباب في المؤسسات السياسية، بل تدعو إلى تغيير الآليات التي يتم من خلالها اتخاذ القرارات.

3- نحو عدالة اجتماعية
يجب أن تتم تعبئة الشباب على الميلان نحو البحث عن العدالة الاجتماعية والمساواة في المجتمع، ليجعل منهم ذلك قوة دافعة في الحركات الاجتماعية والسياسية، ويبوئهم دائما مركز الصدارة في اقتراح حلول للنكسات الاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن يصطدم بها في الممارسة السياسية، وبهذا يتحول الشباب إلى جزء من الحل لا جزء من المشكلة.

4- نحو رؤية جديدة لتشبيب الحياة السياسية
يشهد العالم في الوقت الراهن تحولات جذرية في كافة المجالات، ومن بين أبرز هذه التحولات نجد التغيير في النظرة إلى دور الشباب في الحياة السياسية، ففي ظل التحديات الدولية والإقليمية أصبح من الضروري إعادة التفكير في دور السباب السياسي وتقديم رؤية جديدة تعيد تحديد موقعهم في صناعة القرار، وهو ما يتطلب تسليط الضوء على أهمية تشبيب الحياة السياسية بوصفها خطوة استراتيجية نحو تجديد الديمقراطية وتحقيق التنمية الشاملة.

بقلم الدكتور سليمان التجريني

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة