يعيش المنقذون السباحون بإقليم الحسيمة وضعية مزرية، تعكس غياب الاعتراف الحقيقي بدورهم الحيوي في تأمين سلامة المصطافين خلال موسم الصيف. فرغم أنهم يوجدون في الخطوط الأمامية لمواجهة أخطار البحر، إلا أن ظروف عملهم تبقى بعيدة كل البعد عن الحد الأدنى من شروط الكرامة المهنية. إذ يشتغل هؤلاء الشباب لأزيد من 12 ساعة يوميًا تحت أشعة الشمس، دون تعويض عن الساعات الإضافية، ويتقاضون أجورًا لا تتجاوز 2500 درهم شهريًا، وهو مبلغ لا يكفي لتغطية حتى أساسيات المعيشة.
وتزداد معاناتهم تعقيدًا بسبب غياب أي تغطية صحية أو تأمين ضد حوادث الشغل، ما يجعلهم عرضة للمخاطر دون أي حماية قانونية أو اجتماعية. فبمجرد تعرض أحدهم لإصابة أثناء عملية إنقاذ، يتحمل مصاريف العلاج لوحده، في ظل غياب أي جهة تتحمل المسؤولية. هذا الواقع يضعهم في موقع هش، ويكشف عن خلل كبير في تدبير هذا القطاع الذي يرتبط بشكل مباشر بأرواح المواطنين.
كما يعاني المنقذون من نقص حاد في التجهيزات الضرورية لأداء مهامهم، حيث تفتقر أغلب الشواطئ إلى الزوارق المطاطية، وصدريات النجاة، وأجهزة الاتصال اللاسلكي. وهو ما يضطرهم أحيانًا إلى التدخل بوسائل بدائية، مما يرفع من خطر وقوع حوادث لهم وللمصطافين على حد سواء. وقد أكد عدد منهم في تصريحات متفرقة للجريدة، أن أغلب تدخلاتهم تتم بالإمكانيات الشخصية وبالاعتماد على الخبرة والتجربة فقط، في غياب أي دعم مادي أو لوجيستيكي حقيقي.
أمام هذا الوضع، يناشد المنقذون السباحون الجهات الوصية، وعلى رأسها السلطات الإقليمية، بضرورة التدخل العاجل لتحسين ظروفهم المهنية. مطالبهم تتلخص في توفير تغطية صحية وتأمين ضد الحوادث، الرفع من الأجور، وتقوية الوسائل التقنية واللوجستيكية لإنقاذ الأرواح. فبدون هذه الخطوات، تبقى حياة كل من المنقذ والمصطاف معلقة بين الأمواج، في انتظار من ينقذ وضعًا لم يعد يُحتمل.