تباشر الأجهزة الأمنية المغربية تحريات وأبحاثا لحل لغز مقتل ضابطين إسبانيين، وبتر ذراع ثالث وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، في مواجهة دامية وقعت بالسواحل الإسبانية مع مهربي المخدرات استعملت فيها قوارب سريعة متطورة.
وتأتي التحقيقات في إطار التعاون والتنسيق الأمني بين الجارة الشمالية والمملكة المغربية لملاحقة المتورطين في الجرائم العابرة للقارتين، سيما مكافحة الاتجار الدولي في المخدرات.
ويشتبه في فرار المهربين إلى المغرب مباشرة بعد الواقعة التي كانت سواحل قادس مسرحا لها، في فبراير الماضي، ونجمت عن محاولة إيقاف عناصر من القوات الأمنية الإسبانية لقارب مشبوه لاذ بميناء باربات في قادس، إثر عاصفة، إلا أن التدخل الأمني انتهى بمأساة، وجهت فيها أصابع الاتهام إلى المسؤولين الأمنيين الإسبان بالتقصير في تقدير المخاطر وعدم الإعداد بشكل كاف وبوسائل لوجيستكية، وتعريض عناصر التدخل للخطر.
ورجحت الأبحاث والتحقيقات المتواصلة أن يكون المشتبه فيهم فروا إلى المغرب واختبؤوا فيه، بعد أن ساد الاعتقاد في البداية أن الحرس المدني الإسباني وضع يده على متهمين، إثر اعتقالات جرت منذ صباح اليوم الموالي للجريمة المروعة، وأوقف فيها ستة أشخاص وحجز قارب، قبل أن يظهر شريط مسجل قلب موازين الأبحاث، إذ أنه تضمن مشاهد لعملية دهس قارب الشرطة الإسبانية وأظهر تحليله أن المنفذين ليسوا هم المعتقلون، الشيء الذي أكده التحقيق معهم،بعد نفيهم جملة وتفصيلا ضلوعهم في المواجهة الدامية، التي انتهت بقتيلين وجرحى من الأمن الإسباني.
ووفق المعلومات نفسها فإن القارب المستعمل في الهجوم على قارب الدورية الأمنية متطور ويعمل بثلاثة محركات خارجية ومتميز بالصلابة والسرعة.
وعمد المشتبه فيهم بعد محاولة إيقافهم إلى الهجوم على القارب بطريقة هوليودية وصدمه عدة مرات، إذ حددت التحقيقات المعتمدة على شهود ضمنهم المعتقلون الستة الإسبان، أن عدد الاصطدامات التي تلقاها زورق الدورية الإسبانية بلغ ستة، في حركات ذهاب وإياب للقارب المتورط الذي كان على متنه ثلاثة أشخاص.
وأفضت التحقيقات مع المعتقلين الستة المحالين على القضاء الإسباني، إلى أنهم غير متورطين في الجريمة، لكنهم متابعون بالاتجار في المخدرات وتهريبها، بينما تم تحديد أن منفذي الهجوم مغاربة ينشطون في تهريب المخدرات ونقلها إلى أعالي البحار لتسليمها إلى شبكات أخرى.
وفي السياق نفسه أكد المدير العام للحرس المدني الإسباني، قبل أسبوعين أن قضية مقتل الضابطين وإصابة أربعة آخرين بجروح معقدة، وأنه تم تكريس جهود كبيرة لفك لغزها وتقديم المتورطين فيها للعدالة.