احتضن اقليم الحسيمة يوم أمس الثلاثاء 13 نونبر الجاري، فعاليات ملتقى جهوي حول الرقمنة والإبتكار في تعزيز السياحة المستدامة، إلا أن هذا اللقاء الذي كان من المتوقع أن يكون منصة للنقاش وتبادل الأفكار حول استراتيجيات التحول الرقمي في السياحة، لم يسلم من موجة استياء عارمة بين المشاركين والحضور، بسبب ما بدا من سوء تنظيم واضح وسلسلة من التجاوزات اللوجستية والإدارية.
وانطلقت علامات الاستياء بعد إرسال دعوة الحضور للمسؤولين الترابيين والمنتخبين والتي تولى توقيعها نائب المقرر في غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، وهو ما اعتبره البعض خطوة غير مهنية، تعكس نقصًا في الاهتمام بإعطاء الحدث الطابع الرسمي اللازم، كما أن نقص اللوجستيك، وخاصة في تجهيزات الصوت والميكروفونات، أدى إلى صعوبة التواصل بين المشاركين، مما أثر على جودة النقاشات وعطل الفعالية المرجوة من هذا الملتقى دون الخروج بنتائج عملية واضحة.
وإن كانت الأهداف الأساسية للملتقى هي بناء رؤية مشتركة حول دور التحول الرقمي في تعزيز السياحة المستدامة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، إلا أن الفوضى التنظيمية وقلة الانضباط أثرت على سير النقاشات داخل القاعة، حيث تم استقدام أشخاص للحضور بمنطق سياسي، دون أن تربطهم أي علاقة بالرقمنة أو الترويج السياحي، وقد برز هذا من خلال مداخلاتهم، التي خرجت عن موضوع الملتقى، بعدما أثاروا قضايا شخصية تتعلق بالفلاحة ونقص البنية التحتية، مما أثر على جودة النقاشات وشتت التركيز عن أهداف اللقاء الأساسية.
ورفعت الجلسة الافتتاحية قبل وقتها المقرر، كان لهذا القرار وقعٌ واضح على المشاركين الذين شعروا بمدى الفشل في إدارة هذا الحدث، الأمر الذي يمكن أن يعكس صورة سلبية عن قدرات المنطقة على تنظيم فعاليات تليق بمستواها السياحي والاقتصادي.
وبدا هذا الحدث ضعفًا في التخطيط والتنظيم الذي يمكن أن يعيق جهود التنمية السياحية بالمنطقة، اذ ينبغي أن تأخذ الجهات المنظمة في الاعتبار أهمية التنسيق مع المختصين في هذا المجال، وتوفير بيئة مناسبة للنقاشات، بالإضافة إلى ضمان تجهيزات لوجستيكية كافية، لتحقيق النتائج المرجوة من مثل هذه الملتقيات بما يليق بمكانة الحسيمة كوجهة سياحية مهمة تطمح إلى التحول الرقمي والتنمية المستدامة.
