كشفت بيانات حديثة صادرة عن المعهد الوطني الإسباني للإحصاء (INE) أن المغاربة يواصلون تربعهم على عرش أكبر جالية أجنبية في إقليم كتالونيا، في تحول ديموغرافي لافت بات يطبع واحدة من أكثر الجهات الإسبانية كثافة وتأثيرًا اقتصاديًا.
وبحسب الأرقام الرسمية التي نشرها موقع “El Debate” الإسباني، فقد أصبح المغاربة يشكلون حوالي 250 ألف مقيم داخل كتالونيا وحدها، أي ما يقارب 40% من مجموع الجالية المغربية المقيمة في إسبانيا البالغ عددها 920 ألف شخص تقريبًا.
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد سكان كتالونيا بلغ 8.18 ملايين نسمة سنة 2025، 25.8% منهم من المولودين خارج إسبانيا، وهو ما يعادل أكثر من 2.1 مليون شخص.
أبرزت الدراسة أن تركّز المقيمين الأجانب – ومن بينهم المغاربة – يتركز بشكل لافت في الفئة العمرية بين 25 و39 سنة، حيث تمثل هذه الفئة نحو 46.9% من مجموع السكان داخل هذه الشريحة العمرية، وفي مدينة برشلونة أصبح الأجانب يتجاوزون عدد السكان المولودين في إسبانيا.
ويرى خبراء ديموغرافيون أن هذا التحول يعكس دينامية سوق الشغل في الجهة، ووجود شبكات اجتماعية واقتصادية قوية للجالية المغربية ساهمت في استقطاب أفراد جدد خلال السنوات الأخيرة.
إلى جانب المغاربة، تأتي الجنسيات التالية: الكولومبيون: أكثر من 112 ألف شخص، الإيطاليون (ومن ضمنهم أرجنتينيون حاملون لجواز إيطالي)، ثم رومانيا، الصين، هندوراس، باكستان، بيرو، فنزويلا وأوكرانيا.
لكن المغاربة يظلون على رأس القائمة بفارق مريح، ما يجعلهم الشريحة الأجنبية الأكثر تأثيرًا على الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في الجهة.
من أبرز ما كشفته معطيات INE أن بلدية غيسونا (Guisona) في إقليم ليريدا أصبحت أول بلدية في كتالونيا – بل في إسبانيا كلها تقريبًا – يتحول فيها الإسبان إلى أقلية، إذ أصبح 51.6% من سكانها أجانب، وهو رقم يعكس التحولات العميقة التي تشهدها مناطق الشغل الفلاحي والصناعات الغذائية.
بين 2019 و2025، ارتفعت نسبة الأجانب في كتالونيا من 19% إلى 25.8%، بينما تضاعف تقريبًا عدد الأطفال من أصول مهاجرة في الفئة بين 5 و14 عامًا ليصل إلى 15%.








































