وجّه النائب البرلماني عن دائرة الحسيمة، عبد الحق أمغار، سؤالًا كتابيًا إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل، بشأن واقع ومستقبل الموقع الأثري “المزمة”، الواقع بجماعة أجدير بإقليم الحسيمة، داعيًا إلى تثمينه وتأهيله بما يليق بقيمته التاريخية والحضارية.
ويُعد موقع “المزمة”، الذي يبعد حوالي 11 كيلومترًا شرق مدينة الحسيمة، من أبرز المآثر العمرانية في المنطقة، إذ تختزن أطلاله قرونًا من التراكم الثقافي والتاريخي، وتعود نشأته بحسب المعطيات الأثرية إلى القرن التاسع أو العاشر الميلادي، حيث ارتبط بنشوء إمارة بني صالح (النكور)، أول كيان سياسي إسلامي مستقل في شمال المغرب.
ويمتد هذا الموقع الأثري على مساحة تقارب 9 هكتارات، في موقع طبيعي فريد يطل مباشرة على شاطئ الصفيحة، ما يمنحه قيمة بيئية وسياحية مضاعفة، تجعله مؤهلًا ليصبح قطبًا للسياحة الثقافية والإيكولوجية، ومركزًا للإشعاع التاريخي بالمنطقة.
ورغم بعض الأشغال التي شهدها الموقع ضمن برنامج “الحسيمة منارة المتوسط”، إلا أن النائب البرلماني أكد في سؤاله أن عملية تثمينه لا تزال محدودة، ولا ترقى إلى مستوى الإمكانات الكبيرة التي يتيحها الموقع على الأصعدة التاريخية والسياحية والاقتصادية.
وشدد أمغار على أن تثمين “المزمة” بشكل متكامل يتطلب فتح الموقع أمام الزوار وتوفير مرافق للاستقبال والإرشاد، كإنشاء مراكز توجيه، باحات استراحة، فضاءات للعرض والتكوين، ومسارات للزيارة المنظمة. كما دعا إلى تمكين شباب المنطقة من فرص التشغيل في مجالات السياحة الثقافية، والخدمات التراثية، والمقاولات المحلية، بما يربط بين الحفاظ على الذاكرة التاريخية وتحقيق التنمية المجالية المستدامة.
وفي ختام سؤاله، طالب النائب البرلماني بالكشف عن التدابير العملية التي تعتزم وزارة الثقافة اتخاذها من أجل تأهيل هذا الموقع الأثري، والاستراتيجية المعتمدة لتحويله إلى نقطة جذب سياحي واقتصادي تراعي خصوصيته وتُسهم في إحداث فرص الشغل بالمنطقة.
